الاثنين، أغسطس 13، 2007

العبور إلى الجانب الآخر

حانت ساعة الحسم .. وانتظرت ساعة عبورى إلى الجانب الآخر ، لا أدرى إن مر الوقت سريعا أم بطيء، لا أدرى إن مر فعلا أم توقف. إحساس عادى فى وقت غير عادى، قلق منقول من قلق الغير. ترقب محول إلى من ترقبهم. هم دائما مزعجون.
عبرت الفاصل الزجاجى من المطار، وبدأت أنظر إلى ما كنت دوما أتساءل عنه فى نفسى. لا توجد لدى رغبة فى الاستمرار أو التراجع. لا أعرف هل اشتياقى لمن أحبهم اكبر أم اشتياقى لاجتياز المجهول أكبر.
وصعدت إلى الطائرة وبداخل ذاكرتى جهاز تسجيل لكل ما يحدث ولكل ما أرى. وكعادتى التى لا اختيار فيها جلس بجوارى أغرب من على الطائرة. على يسارى مصرى يعمل مهندس اتصالات فى البحرين ، هادئ الملامح بدين الجسد وعلى يسارى رجل سعودى وامرأة بجواره.
من على يسارى مجرد جلوسه على الكرسى وربط حزام الأمان، تهاوى فى سبات أهل الكهف مع موسيقى تصويرية تذكرنى بصديق عزيز اعرفه جيداً. ومن على يمينى بدئوا فى السخرية على الرجل النائم وانفجروا فى ضحك هيستيرى جعلت كل من فى الطائرة يحدق فيهم وفى النائم أكثر وأنا فى وسطهم.
وبدأت الطائرة فى الاستعداد للإقلاع ، وهنا ذات وتيرة الموسيقى لمن على يسارى والضحك المتواصل لمن على يمينى وذاد حنقى منهم جميعا ولكن لا استطيع أن اخرج غضبى لأن لا جدوى من ذلك كما قال اللى قال فى فيلم قصة حب – احنا مش فى تاكسى يا على - . الغريب ان كلما ذات صوت المحركات ذات الضحكات وشخير النائم بجوارى لكن الجديد أن من على يمينى عنده رهبة الإقلاع بالطائرة، وظل ممسكا بمسند الكرسى ويزيد الضغط عليه كلما ارتفعت الطائرة ويهمهم بكلمات غير مفهومة على الأقل بالنسبة لى.ضحكت فى داخلى على سخرية الموقف الذى دائما ما يكون غير اعتيادى فى أماكن عادية.
استمتعت بأول تحليق لى خارج ارض مصر وبالظروف العكسية المحيطة بى.
دائما يأتى بعد العبور - الغزوات والفتوحات فى بلاد الإمارات.
ألقاكم سعداء فى تفاصيل الغزوات والإصابات فانتظرونا فنحن قادمون
ملحوظة :- مش عارف نحن مين بس إشطة شغال
ملحوظة تانية :- خلاص مش عارف هكتب امتى وارفع على النت امتى فعادى بقى وتصبحو على خير.


الجمعة، أغسطس 03، 2007

الجانب الآخر

رافقت الكثير من اصدقائى واقربائى الى نقطة العبور للجانب الآخر. ودعتهم والحزن فى قلبى لا مقدار له، فلا اصعب من فراق إنسان لن تراه عينك ، ولن تسمعه إذنيك ولن تلمسه يداك. أراهم يعبرون أمامى وبكاء من حولى يدفعنى للبكاء مثلهم لكن ترفض الدموع و لا أستطيع.
ظلت أسئلة فى رأسى فترات كبيرة، ماذا خلف الجانب الآخر ؟ ما الذى ينتظر هؤلاء العابرون الى الجانب الآخر؟ ما الذى رأوه ولا أستطيع ان أراه مثلهم؟متى سأعبر الى الجانب الآجر ؟
مجرد التفكير فى العبور - بغض النظر عما وراء هذا العبور- كانت تسرى فى جسدى قشعريرة لم أفهمها بعد. الشعور بأن عملى فى هذا الجانب هو المؤثر على طريقة وجودى فى الجانب الآخر، خوفى من اكون وحيدا على الجانب الآخر لوقت لا يعلمه إلا الله كانت تمزق قلبى.
حين يأتى الأمل فى ان يكون شواهد السمع حقيقة فهذا قمة الضعف. سمعت ان من يعبر الى الجانب الآخر يشعر به أهله واحبائه، قد يأتى إليهم فى الأحلام فى الأماكن التى اعتادو الذهاب إليها. لكن أيمكن ان يخفف هذا عنى وعنهم؟
أمواج متلاطمة من الأسئلة لا نهاية لها، تنتهى على شاطئ تفكيرى فتحوله الى جحيم من صارعات الاجابات المنطقية والغير منطقية.
وأخيرا توكلت على الله وقررت ان اعبر الجانب الآخر لأرى بنفسى، لأقطع الشك باليقين فيما يقولون وفيما اسمع وفيما يعتقدون. قريباً جدا سأعبر الى الجانب الآخر، وأصعد الى السماء ناظراً الى اهلى واصدقائى واحبائى من نافذة صغيرة، لا أتبين منها شكل هؤلاء العالقين فى قلبى، لكنى أرى من هذا الارتفاع امل فى ان يكون الجانب الآخر افضل من هذا الجانب الذى خرجت منه. وليصبح الرجوع عودة الروح من الجانب الآخر.