الأربعاء، ديسمبر 21، 2011

أسئلة تاريخ ؟



* أذكر على الاقل عشرة ممن ظهروا فى الإعلام المتباكين على المجمع العلمى وهم لا يعرفون أن هذا المجمع موجود أساساً قبل الاعلان عن احترقه؟
* أذكر اسم متهم واحد فى قتل المتظاهرين المصرين منذ تنحى المخلوع وحتى الآن؟
* أذكر اسم متهم واحد تمت إدانته فى قتل ثوار 25 يناير؟
* كم مليما مصرياً تم إسترجاعه من المليارات المهربة والمسروقة؟
* أذكر نسبة ما تم إنفاقه على علاج مصابى الثورة مجتمعين منذ 25 يناير وحتى الأن وما تم صرفه لعلاج المخلوع؟
* أذكر كم شرطى قابتله فى حياتك كان قبل الثورة يعامل كل الناس بإحترام؟
* أذكر عدد الايام بعد الثورة التى رأيت فيها شرطى فى الشارع يقوم بماهمه الأساسية على أكمل وجه؟
* أذكر كم مرة قبل الثورة علمت أن الناس هم من يقبضون على اللصوص ويسلموهم للشرطة؟
* أذكر كم مرة بعد الثورة علمت أن الناس هم من يقبضون على اللصوص ويسلموههم للجيش؟
* أذكر عدد المغتربين الذين تعرفهم وكانوا يفكرون جدياً الرجوع الى مصر بشكل نهائى والعمل على تنمية هذه البلد والمشاركة فى بنائها بأية صورة ومهما كان الثمن فى الفترة بين 11 و 11 ونص فبراير ؟
* أوجد المعامل المشترك الأصغر والأكبر والوسطانى - بدون ذكر اللهو الخفى - للأحداث التالية ( موقعة الجمل / أحداث مسرح البالون / أحداث ماسبيرو / أحداث محمد محمود / أحداث مجلس الوزراء )؟
* أذكر الثمن الذى فى مقابله يمكن لشخص أن يضرب ويهان وينتهك آدميته بشكل سافر وسافل أو يموت؟
*أذكر الثمن الى فى مقابله يمكن لشخص أن يجلس أمام كاميرا ليقلب الحقائق ويخلط الأوراق ويرمى الناس بالباطل ويسخر من أطهار مصر؟
* أذكر كمية البرسيم المستهلكه من قبل توفيق عكاشة؟
* أذكر المادة المستنشقة من قبل خالد عبدالله؟
* أذكر عدد الكراسى اللازمة للأخوان والسلفيين لوضع مصر أولاً مع ملاحظة ان الكرسى بيشيل أربعة؟
* أذكر عدد الشهداء الذين إستشهدوا - خلال تأدية واجبهم تجاه الوطن وليس تجاه مصالح رؤسائهم- من الشرطة والجيش منذ 25 يناير وحتى الآن؟
* أذكر الجرائد التى تشعر أنك بحاجة للإحتفاظ بها كتاريخ -وليس لأى غرض آخر - لأولادك وأحفادك ليروا ما كنت تراه اليوم؟
* أذكر عدد الأصدقاء الذى حذفوك أو حذفتهم منذ 25 يناير وحتى الآن على مواقع التواصل الإجتماعى؟
* ما الفرق بين إختلاف الأراء وإختلاف الرؤية؟
* ما هو العامل المشترك بين الثورة والإستقرار - غير شارع امتداد رمسيس اللى يوصل العباسية بالتحرير- ؟


السبت، ديسمبر 17، 2011

الفدائيين

يوم 24 يناير المخلوع ونظامه كان فاكر كام واحد هينزل بكرة؟
يوم 6 ابريل 2008 كان فى عربية امن مركزى على كل ناصية، وأظهر أنه فعلا خايف من الناس. بس الناس مانزلتش. والنظام حس انه إتهز أونطه. فقرر انه ما يظهرش تانى انه خايف ولا فارق معاه اى دعوة لمظاهرة لإن ماحدش هينزل.
النظام كان عارف ان فى يوم ممكن يجى والبلد تفلت من إيده، وعمل حساب اليوم ده وحرق يوم 28 يناير بنظام ممنهج وبخطة موضوعة سلفاً مستندات ومقرات وأدلة، لإنه شاف ان اليوم ده جه.
طيب دلوقتى فى كام واحد مضمون نزلوهم الميدان لو تمت الدعوة للنزول؟
مش هحسب اى ظلم مباشر قبل 25 - ودول كتير جدا - تعالو نشوف حسابات من 25 يناير للنهاردة:-
* الارقام التقريبية للشهداء والمفقودين مجتمعين فى كافة الاحداث تقريباً 4000 شهيد ومفقود. ولو قولنا ان متوسط أقارب ومعارف الشهيد الواحد متوسط 30 شخص. يبقى بداية كده 120000.
* المصابين بقى حدث ولا حرج بمختلف الإصابات متوسط تقريباً 10000 بالإضافة الى أقاربهم ومعارفهم 310000.
يعنى الناس اللى لها حق أصيل فى الثورة وفى التغيير وفى الإعتصام المفتوح لحد ما حقهم يرجع واللى ضحواعلشانه بأرواحهم وبفقد أجزاء من أجسادهم 430000 مواطن مصرى.
* كل مواطن أصابه ضرر مادى أو معنوى بسبب تعمد الإنفلات الأمنى وتأثيره على الإقتصاد وعلى ضياع أرواح وممتلكات له الحق انه يعتصم ويطالب بمحاسبة المسئولين عن إدارة شئون البلاد طوال الفترة الماضية. لإن الشعب المصرى مش غنم يرعاه راعى يقرر متى وكيف يشاء ياكل ويشرب ويعيش. وإن المتصدر المسئولية لازم يعرف ان عواقب التخاذل او تعمد التراخى عن أداء الواجب له عواقب لازم يتحملها.
الطائفة دى من المتضررين هما كل المواطنين المصرين فى الداخل والخارج.
طيب يبقى مين اللى فاضل علشان اللجان الالكترونية وإإتلافات صوت الغالبية الصامتة والعباسية؟
هؤلاء فى نظرى مقسمين الى أقسام:-
- منتفعين بشكل مباشر منما - كانت - مصر عليه. ودول مش هيختفوا من البلد ولا هيبطلوا بكل الطرق انهم يبقوا النظام - القديم - على ما هو عليه.
- المتضررين من النظام السابق لكن مصدر معرفتهم الأساسى هو الاعلام الحكومى. ودول كل اللى ناقصهم انهم يصحوا الصبح يلاقوا حمدى قنديل أصبح وزير الاعلام لحد ما هو يلغى الوزارة بنفسه.
- كل من هو فى منصب هو ليس الأجدر به. الشبكة دى فيها من أكبر موظف حكومى الى اصغرهم. كل شخص فى المكان الغلط وعارف ان لو البلد مشيت خطوة واحد بس لقدام هو لازم يترمى من منصبه لإنه سبب فى إنها ماشية لورا. دول فى نظرى ضحية اكتر من إنهم جناة فى تجنيهم وكراهيتهم للثورة، بس لو دامت لحسنى مبارك كانت دامتلهم، كدة كدة مصيرهم استمارة 6.
اللى انا بستغربله جدا هو المجلس ليه ماعندوش الحسابات دى؟ أو ليه عنده وعامل نفسه مش شايفها؟ ولو متمسك بسياسة خليهم يتسلوا بتاعة حسنى. بلال فضل كان بيتكلم انه من مش منطقى انك تعادى جيل ثائر. جيل فيه من يفتدى البلد بدمه وروحه علشان البلد تنضف، ومن يفتديها بإستعدادة انه يضيع حياتة كلها فى بناية دولة مش هيجنى ثمار بنائها غير الجيل اللى بعده.
ان شاء الله متأكد من اليوم اللى بناتى هيفتخروا بأبوهم بإنه من فدائيين مصر سواء بروحه ودمه أو ببنائه لوطنه.


الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

الفهامة


أكبر مشكلة بتواجها السلطة فى مصر انها حافظة مش فاهمة. حافظة انها لما تضرب المربوط يخاف السايب، فاهمة ان الشعب صفارة تجمعه وعصاية تفرقه، حافظة ان تلهى الناس فى اى حاجة علشان ماحدش يفكر فى اللى بتعمله السلطة، حافظة انها تجيب شماعات كتير تقدر تشيلها اى حاجه هى بتعملها غلط، حافظة انها أكبر من النقد والإنتقاد والمسائلة والحساب، حافظة ان الشعب طيب وغلبان وبكلمتين حلوين ودمعتين صغنين وقرشين ممسوحين هتاكل دماغهم وتخرس لسانهم وتوقف عقولهم.
مؤخراً ظهر مشكلة الحفظ لدرجات بعيده جدا منها :-
* فى معتصمين فى ميدان التحرير. وماله مش عيب ولا حرام نسيبهم بالليل ونصحى الصبح ياخدوا الطريحة التمام وخلاص على كده.
الموضوع ده حصل كام مرة من 11 فبراير لحد الجمعة اللى فاتت ؟؟؟ كتير ومافيش اى تطورات بتحصل بعد الموقف ده.
* طيب الموضوع تطور وماحدش عارف مين بالتحديد اللى بيقود عمليه الحشد والتجمع. وماله مش عيب ولا حرام الكتاب بيقول آيه؟ الكتاب اللى قرأ منه حسنى مبارك انه جاب الاخوان وكام واحد من أحزاب توم وجيرى وقعد يرغى معاهم. بس إكتشف انهم ما يقدروش انهم يمشوا الناس اللى فى التحرير. فبدأ إنه يجيب بلطجية ويطلقهم على الناس اللى فى التحرير ويقول عليهم أنصار مبارك ضد معارضى مبارك. وعمل كل ما تتخيله ولا تتخيله علشان الناس تمشى وبرضه مافيش فايده.
طيب المجلس العكسرى قرر آيه دلوقتى؟ بالتأكيد علشان حافظ مش فاهم راح مطلع نفس الكتاب وبدأ ينفذ اللى فيه، البدء فى تسريب إشاعات علشان يجس نبض الناس اللى التحرير ممكن يسكتوا بآيه ويمشوا إزاى او يفرق بينهم عن طريق آيه.
بدأت بوزير الداخليه هيمشى.... ها آيه النظام التحرير عامل آيه؟؟ الأعداد بتزيد يا سيادة المشير ... طيب نقول ان الحكومة كلها هتمشى ... ها آيه النظام التحرير عامل آيه ؟؟؟ الأعداد بتزيد يا سيادة المشير ... طب هنجيب البرادعى رئيس وزارة... ها آيه النظام التحرير عامل آيه؟؟؟؟؟ محافظات كتير ولعت يا سيادة المشير والتحرير عمال يزيد.
وطبعا الصفحة التانية من الكتاب انه يجيب الناس اللى مالهاش اى لازمة ولا اى دور غير انهم يصطادوا فى المية العكرة ويتكلم معاهم فى آيه مش مهم المهم ان الكتاب بيقول كده.
أعضاء المجلس ده مش فاهمين ان اللى فى التحرير ماحدش بيشتريهم ولا بيرشيهم ولا بيكسر عنيهم حتى لو فرقعوها بالباشا الجدع بتاعهم.
مش فاهمين ان اللى مش فى التحرير لاهو عبيط ولا أهبل علشان يصدق الاعلام الحكومى.
مش فاهمين ان وجودهم فى السلطة معناه خدمة الشعب مش تسخير الشعب لخدمتهم.
مش فاهمين ان وجودهم فى السلطة علشان يحموا الشعب لإن هما اللى فى إيدهم شرعية تطبيق القانون بقوة السلاح ومش عشان يستخدموه لفرقعة عينه ولا إغتياله علشان بيعترض على سياسته إللى هى مش موجوده أصلا.
مش فاهمين انهم مهما إغتالوا وضربوا وسحلوا وخربوا مش هيقدروا يخرسوا الناس اللى بتصرخ مطالبة بحقها انها تعيش فى بلدها معززة مكرمة آمنة مطمئنة على نفسها وعلى عائلتها.
مش فاهمين ان السلاح اللى فى إيدهم لو إستخدموه لفرض مصالحهم على مصالح الشعب فالشعب هيقطع إيدهم.
أنا مصري لكن مش لاقى مصرى اللى أعيش فيها كمصري.




السبت، يوليو 09، 2011

مجلس مبارك




أولا لازم أثبت ثلاثة عنواين:-
1- من أمر المجلس العكسرى بإدارة شئون البلاد هو مبارك.
2- ظل مبارك متمسك ببقائه فى السلطة حتى نهاية ولايته فى ( سبتمبر ) لآخر رمق.
3- أن الصفقات الألوهيه لا تعطى لبشر. فلا أحد فوق الحساب والمسائلة.
أبدأ تحليلى بسرد بعض الخطوط العريضة المشتركة بين سياسة مبارك بداية الثورة والمجلس العكسرى أثناء الثورة:-
- بدأ مبارك مواجهة الثورة بوضع شخص آخر نظريا له صلاحيات قيادة البلاد وعمليا هو له فقط صلاحيات وقف الطرقات لتسيير موكبه ولا يستطيع أن يتخذ قرار ماذا يتناول على الإفطار إلا بموافقة سيادة الرئيس. شخص قد يتفق عليه من الشعب ويقلل من حدة التوتر المباشر معه. فيكسب الوقت فى نقل النقاشات والمقترحات منه وله. وهو تعيين الأستاذ شفيق.
• المجلس العسكرى عين الدكتور عصام شرف رئيس للوزراء، وهو شخص قد إتفق عليه الثوار ليقلل من حدة التوتر المباشر معه، ويكسب الوقت فى نقل النقاشات والمقترحات منه وله. ولكنه لا يستطيع حتى أن يختار من يكون فى وزارته.
- ظل مبارك يساوم الشعب بين بقاءه والإستقرار.
• مازال المجلس العكسرى يستخدم الإستقرار كحجر زاوية لفرض قرارته على الواقع. فيلوح للجميع بأن الإستفتاء هو ضمان الإستقرار للبلد. ثم يضرب بهذا الإستفتاء عرض الحائط ولا يلتزم بنصوصه ويغيرها لضمانة إستقرار وضعه كمجلس عسكرى يدير شئون البلاد. ولم يحدث الإستقرار للبلاد.
- كان يعلم جميع من تواجد فى التحرير ان اى وقت سيمنح لمبارك لبقائه فى الحكم، كان سيستخدمها فى تصفية الثوار. وأكد نظام مبارك هذا بتقارير هروب المساجين والخارجين عن القانون لحجز أماكن للناشطين فى كنف سجون مبارك تحت إسم إعادة فرض الأمن.
• المجلس العسكرى إستخدم نفس المصطلح ( فرض الأمن ) لعمل محاكمات عسكرية لناشطين سياسين الى جانب من ينتقيهم من البلطجية والخارجين عن القانون.
- بدأ مبارك بإمتصاص حالة الغضب فى بداية الثورة بشد أذن من يعلم القاصى والدانى من الشعب بفساده. فيستقيل عز ومن شابهه من الحزب الوطنى لإبعادهم عن المشهد. وأطلق أنه سيلاحق الفاسدين. لكنه أسقط عمداً أنه أحد أكبر الفاسدين المفسدين فى هذا البلد.
• بدأ المجلس العكسرى بتصريحات أنه لا تستر على فاسدين. لكنه أغفل طبيعة هذا اللا تستر. ولم يذكر أنهم سيحاكمون بتهم تضخم فى المعدة من كثرة أكل السوشى.
- كان مبارك يتحدث فى المساء ويقتل ويجرح الثوار فى الصباح ويعتذر السيد شفيق بعد الظهر.
• والمجلس العسكرى يرسل بياناً فيس بوكياً فى المساء ويتساقط جرحى وقتلى فى المساء والصباح ويرسل المجلس طلب سلفنى شكراً لإنه يعانى من الرصيد..
- وزارة الداخلية فى عهد مبارك هى وزارة سياديه لها وضعها الخاص فوق القانون والمسائلة.
• وزارة الداخلية تحت إدارة المجلس العكسرى وزارة يرقص عساكر لها بالسيوف ويجبر ضابط فيها مواطنون لتقبيل حذاء أفرادها ويضرب أمنها المركزى المتظاهرين بقنابل تفتك بدمائهم ويصرحون أن لا ضرر منها وكأنهم يضربون المتظاهرين بالورود وتلفق تهم لمن يشائون.
أستكمل التحليل بسرد لبعض التساؤلات الغير مركز عليها إعلامياً فى إدارة المجلس العكسرى لمصر :-
- لماذا لم يتحدث المشير طنطاوى وهو رئيس المجلس العسكرى مطلقاً الى الشعب بشكل مباشر؟
* المشير هو رجل مبارك الأول فى إدارة منظومة القوات المسلحة منذ فترة ليست بقليلة. ووجهه مألوف لجميع الشعب. فهو يظهر دائما بجوار مبارك فى جميع المراسم الرسمية للدولة. فعدم ظهور المشير قد يكون مرتبط بفكرة عدم ربط الشعب بين المشير ومبارك بشكل مباشر. وإغلاق الباب الخاص بالتساؤل المبرر هل وصل الفساد الى القوات المسلحة أم لأ؟
- لماذا يصر المجلس العسكرى على وجود أشخاص بعينهم فى مراكز بعينها محسوبين على نظام مبارك؟
* المتعارف عليه عن نظام القوات المسحلة هو التصرف أولا ثم التفسير لاحقاً. وأن هناك شروطاً وأحكاماً صارمة فى إختيار القيادات. وأن من ضمن تلك الشروط بجانب الكفاءة ، الولاء وطاعة الأوامر. من هذا المنطلق فإن المجلس يريد الحفاظ على بعض المواقع الإستراتيجية فى إدارة البلاد تحت إدارة رجال القوات المسلحة لسبب أعجز عن وضع تصور له.
- لماذا يترك المجلس العكسرى مجلس الوزراء متصدراً الرأى العام مع انه مجلس لوزراء بداية من رئيسهم حتى أصغرهم لا يمتلكون صلاحيات دون الرجوع إلى المجلس العسكرى؟
* المجلس أعلن أنه موجود لإدارة مرحلة إنتقالية وليس لحكم البلاد. لكنه وعد بتبنى مطالب الشعب ( المشروعة ) التى هو وحده يملك حق إقرار مشروعيتها من عدمه. وبناء على هذين المتناقضين وصلنا الى مرحلة أن لا أحد يعرف ما هى المطالب التى تبناها المجلس وإستطاع أن يبقى على هذا المتبنى حياً يرزق، صحياً لامع ، شفافاً بعيد عن الشبهات والتكهنات. فلا ملف أغلق كما يجب ولا ورقة كتب فيها ما يمكن قرأته.
# من الذى أسقط أمن الدولة؟
# من الذى حلّ المجالس المحلية ؟
# من الذى حلّ الحزب الوطنى؟
# من الذى أسقط بعض المجالس النقابية الفاسدة؟
# من الذى يقبض على البلطجية وقت المظاهرات؟
بالطبع ليس المجلس العكسرى لكن :-
# من أمر بإعادة الدورى؟
# من أمر الزمالك بلعب مبارة القمة؟
# من لم يأمر بخروج مبارك من شرم الشيخ؟
# من لم يأمر بعلنية المحاكمات وضمان نزاهتها وشافيه إجراءتها؟
# من أمر بعدم قبول إستقالات من مجلس الوزراء؟
# من أمر بإستدعاء إعلاميين للنيابات العسكرية ؟
# من أمر بمحاكمة النشطاء عسكرياً والفاسدين مدنياً؟
# من أمر بتعديل المواد الدستورية التى جاءت فى الإستفتاء ، وإصدار إعلان دستورى بدل منها؟
# من يرى أن الثورة تعنى الإصلاح وليس التغيير؟
أعتقد أن مشهد ميدان التحرير بالأمس لا يختلف كثيراً عن ميدان التحرير منذ ستة أشهر. لإن ببساطة لم يحدث الكثير أيضاً مما ثار الشعب من أجله.
لن يسقط النظام طالما ظل بإمكاننا رصد تلك النقاط المتشابهة المتشابكة كبيت العنكبوت الذى هو أهون البيوت.

السبت، مارس 19، 2011

تقرير الأقلية



قد تسقط الأغلبية لأنها لم تستعمل أساليب الأقلية لحشد الرأي. قد تسقط لأنها لم تتاجر بشعارات دينية كاذبة لإقناع الشعب. لأنها خاطبت العقل والمنطق وهم خاطبوا التعصب والمنافع. لأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقود المعركة صوب النتيجة التي يردها.
لكن ما هي إستفادة الأخوان والسلفيين والحزب الوطنى مما يحدث الأن؟ الإجابة تتمحور حول ما هى خسائرهم الماضية التى يسعون الى تحويلها الأن!
هؤلاء وهؤلاء لهم خسائر إقتصادية كبيرة ناتجة عن حجب أرصدتهم ومراقبتها ومصادرتها. والوقوف دون إنتشار دورهم الإقتصادي الذى يتمركزون عليها فى نشر دعوتهم. فجميعهم يوظفون من ينتمى إليهم أولا ويسيرون أعمال مناصريهم أولا ويتصدون لمن ليس معهم بكل الطرق لحشد المزيد والمزيد من المؤيدين والأنصار لكل فئة.
الخسائر السياسية المرتبطة بالمصالح الإقتصادية رهن إشارة من سيحكم لمصالحه قبل أى شئ. فالوصول الى سدة الحكم هو هدف كل طامح فى ثروات هذا البلد.لأنهم لا يدعون الى تطبيق الشريعة الإسلامية بقطع يد السارق ورجم الزانى بل يدعون بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور. لأنهم يرفعون شعارات هم أنفسهم لا يعرفون لتحقيقها سبيل. كالمطالبة بالإقتصاد الإسلامى! أين هى تلك الأسس والمحاور التطبيقية الحالية لهذا الإقتصاد؟ يطالبون بالتعليم الإسلامي! فأين هم العلماء المسلون الذين يطورون العلوم كما كانو فى عصر الدولة الإسلامية الان؟ يطالبون فقط الناس بالعبادة ولا يطالبون الناس بالعمل لتقديم الأفضل. يطالبون بالإعلام الإسلامى! كما يقدموه فى قنوات الإعلانات الدينية.يطالبون ويطالبون لكنهم لا يعرفون ماذا يفعلون لتحقيق مطالبهم.
لا يقدمون أمثلة حسنة يحتذى بها للناس. لا يقدمون علوما تطبيقية حديثة لمفاهيم الدولة الإسلامية الحقيقية المعاصرة وليست الدولة الإسلامية التى كانت منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.
هم فقط يقدمون مظاهر تطبيق الإسلام الشكلى من حيث الملبس والمظاهر وليس الجوهر من حيث النهضة والعلوم والمعرفة والثقافة والفنون التى كانت فى بداية الدولة الإسلامية.
هؤلاء الجماعات لها أنصار ومؤيدين و أتباع ومستفيدين الأن. وبقائهم وزيادتهم مرتبطه بالمكاسب التى يحققونها سواء ملموسة او حسية. ولن يسمح الشعب المصرى لهم أو لغيرهم ممن يريدون إستغلال الوطن لمصالحهم ان تكون لهم السلطة بعد الآن.
فمصر لن تدخل الجنة أو النار. مصر لن تذهب لأداء شعائر دينية. مصر لن يكون خيرها لفئة معينة فيها. مصر لن تصبح أشخاص.
مصر هى الأرض والمصريون هم من يعيشون على أرضها ويدفنون تحت ترابها ويتنفسون نسيمها ويشربون من نيلها ويستظلون جميعا تحت سمائها.
تبا وألف تبا لمن يريدون لمصر ان تكون ملكهم دون غيرهم. لمن يعتقدون أنهم أصحاب الحق الوحيد فيها بأى مسمى لمن يعتقدون أن بتفرقة المصريين الى طوائف يكسب ومن يوحد المصريين على قلب رجل واحد يخسر لمن يقتل رئيسا لها ثم يخرج يطالب ان يكون مكان من قتل لمن يريد ان يصبح الحاكم بأمر الله ومن يعارضه فهو يعارض الله ومن يؤيده فهو مع الله.
الله أكبر عليكم أيها الجهلاء ، الله هو العدل ولا يفرق بين الناس كافة فى الدنيا، فهو يرزق الكافر والمؤمن ويعطى العاصي والمهتد.


الأحد، مارس 13، 2011

تحت التراب

هناك تصنيف لبعض التصريحات التى تنهال يومياً منذ بدء الثورة على أنها مبررات لأفعال لم تحدث وقت التبرير، ويتم الإستدلال على الفعل من قرآة هذا التبرير.

هناك عدة أمثلة منها مع بدء الثورة يوم 25 يناير خرج التصريح على الساعة 9 مساءاً أن الأخوان المسلمون هم من فى المظاهرات الأن، وأن الداعيين للتظاهر قد غادروا الساحة. ودعوا ( الشرفاء ) من أبناء الوطن أن يغادرو الميدان فوراً.
هنا جهاز الأمن قدم المبرر من تعامله بقسوه وعنف لمن هم فى الميدان لأنهم أخوان ( وكأن الأخوان يثاب من يعتدى عليهم ) وقد حدث ما تم تبريره بعدها بثلاث ساعات.

مثال آخر لتقديم التبرير على الفعل هو التصريح يوم 9 فبراير بهروب 17000 سجين من أشرار القوم وأوضعهم. هذا لتبرير أن بعد فض الإعتصام بالقوة ستحاول الشرطة الشريفة العفيفة الطاهرة ان تبذل كل ما فى وسعها لإستعادة الأمن والأمان، ومن أولى مهامها القبض على 17000 ( شخص ) وبالطبع كلنا نعلم من الذين سيعتقلون لإعادة ضبط الأمن وإستعادة الأستقرار.
بعد تنحى الرئيس وحتى الأن مازالت المبررات تسبق الأفعال لكن بشكل سافر وغير مسبوق من جميع الأطراف المتواجدة على الساحة فى مصر.

فالمجلس العسكرى قدم أولى مبرراته لمعارضته مطالب الثورة بأن ( إلتزاماً منه بالدستور الذى سقط ) لا يجوز إنتخاب الرئيس قبل إنتخاب المجلس التشريعى لحلف اليمين أمام المجلس. (.) تلك النقطة التى بين قوسين هى من وضعها المجلس العسكرى على أنها نهاية النقاش الذى سوف يفتح يوماً ما.فماذا يعد الفعل القادم من هذا التبرير؟

أن البلد ستتغير لكن بالطريقة التى يراها المجلس العسكرى والى الهدف الى يصبوا إليه المجلس العسكرى وليس الهدف الذى قامت الثورة من أجله.

التشابهة بين الهدفين أن المجلس قادر أن يستخدم شريعة الثورة لوضع شرعيته الخاصه التى لا يعلم أحد ما هى إلا المجلس ومن معه.
ثانى مبرر قدمه المجلس هو ما أعلانه فى ضوء تشكيل اللجنة لتعديل مواد الدستور. فقد قال المجلس أن لإستعادة إستقرار الوطن وتحقيق مطالب الشعب المشروعة فالخطوات التى ستتم هى إجراء إستفتاء على التعديلات الدستورية ( وحدد لها ميعاد واحد محدد اليوم) ثم إنتخابات المجالس التشريعية ( وضع لها تاريخ غير محدد بيوم لكن بشهر ) ثم الإنتخابات الرئاسية ( ووضع لها تاريخ أيضا دون تحديد ).

لا توجد أى نية ( لأن لا وجود ميعاد لها على أجندة المجلس ) لإعادة الإستفتاء على الدستور فى حالة أن الشعب غير موافق على تلك التعديلات. لا توجد أى بوادر ( حتى كتابة هذه السطور ) على تعديل أى شئ مما طرحته اللجنة مهما كان النقاش حوله.
توجد تعليمات بحظر أى تجمهر أو إعتصام أو أى شكل من أشكال إبداء الرأى يوم الإستفتاء.

لا يتم الرد من المجلس على الأراء التى خرجت تعارض بعض المواد ولكن يتصدر إعلامياُ أحد المشاركين فى التعديلات مع أنه ليس صانع قرار بل هو ( عسكرى مراسلة ) ليبلغ المجلس فيما يتختلف عليه الصفوة من تلك التعديلات. ومن المتوقع أن يقوم المجلس قرب نهاية هذا الأسبوع بتعديل كلمة أو فقرة أو مادة على أقصى تقدير ليثبت للشعب أنه مجلس موجود فقط لتحقيق مطالب الشعب الشرعية.
نبتعد قليلاً عن المجلس ومبرراته لنتجه الى الحزب اللاوطنى ومبرراته المسبقة. فعلى خطى الفاسدين ممن نهبوا مصر من خلاله خرج علينا منذ فترة تصريح لأحد مسؤولى الحزب فى جريدة المصرى اليوم بأن من عطفهم علينا لن يقدموا مرشحاً للرئاسة.

فيال هول الصاعقة. فلقد أستشهد أحمد بسيونى من أجل أن يسمح لنا الحزب بأن يكون رئيس مصر من خارج هذا الصرح. وهدئ روع أسرة الشهيد زياد بكير بعد أن بزغ نور عدم تريشح الفراعنة للرئاسة. وجفت منابع دماء الشهداء جميعاً بعد أن رووا شجرة الحرية بعدم ترشيح الحزب لمنقذه الأسطورى.

لنتصور سوياً السيناريو القادم من مكتسبات اللاحزب الوطنى والأخوان للتعديلات الدستورية القادمة:-

* إقصاء المرشحين الأقوياء لرئاسة الجمهورية جميعاً بضربة واحدة. لأنهم أقروا أنهم لن يترشحوا للرئاسة فى ظل هذا التشوية للدستور.

* كل من أدلى بنعم للإستفتاء سيكون دخل تحت مظلة الأخوان أو اللاحزب الوطنى. وسيتباهون أنهم أصحاب شعبية ظاغية فى مصر مما يدعم مشاريعهم الخاصة القادمة.

* لن يستطيع أحد أن ينسب لنفسه فئة الـ لأ فى الإستفتاء لأنهم بذلك سيفقدون شعبيتهم فى حالة أنهم كانو الأقلية.

* إستحضار روح موافقة فى مجلس الشعب وروح 99.9% من الأصوات لأن الغالبية لم تعاتد أن تقول لا مرتين. وبهذا يكون اللاحزب والأخوان نحجوا فى إستعادة موتى المصريين للتصويت مرة أخرى فى كل شئ.وبهم إكتسبوا شريعيتهم المفقودة.

* الرهان الأزلى على أصوات الدلتا والصعيد وباقى محافظات الريف ما زالت قائمة وبقوة، فلماذا يصوت هؤلاء بـ لا ؟ فاللاحزب والأخوان يسيطرون على هذه الفئة بمصدر رزقهم الأول والتدخل المالى المباشر والغير مباشر معهم. فمن يعارض منهم لا تشترى محاصيله ولا يلقى الدعم لماشيته ولا تستجاب لأبسط حقوقه. وهؤلاء لم يروا فى حياتهم قط أى بديل قادر على إنارة عقولهم وفتح أبصارهم على مستقبل أفضل وحياة كريمة.

* اللاحزب والأخوان هم وجهان لعملة واحدة وهى عملة السلطة وليست السياسة. والمستفيد الأوحد من تلك التعديلات هو عدم تغيير مقادير السلطة وعدم إختلال موازين القوى فى أيدى المستفيدين من النظام السابق.

بناء على تلك الرؤية أعتقد أننا سنشهد فى الأيام القليلة القادمة نهاية فصل الثورة وبداية فصل ناصرى جديد من حيث الشكل لا المضمون. هم الأن منهمكون فى البحث عن شخصية ذات وجود مقبول لدى الجميع ليقدموه بديلا شرعياً بعد التعديلات الدستورية القادمة ( إنهم يضمون نعم عليها ) لتكون صاحبة الكلمة العليا بعد إقصاء من هم حلم هذا الوطن بالتغيير الى الأفضل.

سيكون مدعما بالأوراق التى تهالكت من كثرة وضعها طيات خزائنهم لعقود للتنمية ، ويسقومون بالحديث عن المشتقبل المشرق البراق الساطع والويل كل الويل للذين يعارضون الشرعية والديموقراطية التى أتت بهم الى السلطة. فهكذا بنهاية هذا العام سأكون والمقربين منى بإنهاء أوراقنا لمغادرة المحروسة ( سابقاً ) الفرعونية حالياً وتمزيق أوراق هويتها التى تمزقت داخلنا وتمزقت معها صور الشهداء الذين ضحوا بكل ثمين وغالى لتعيش مصر أولاً وليس ليعش سارقوا مصر من أهلها.

فتباً لنا ولكم إن ظللنا غافلين عن ما يصنعون. تباً لنا جميعاً إن تركناهم يتلاعبون بالعقول والقوانين. تباً لك لأنك لا تعرف أين التبة وهم يعرفون.

أيها الراقدون تحت التراب أفيقوا

الأربعاء، مارس 09، 2011

كلنا مصريون

ملف الفتنة الذى يشعله جرذان الهياكل الفاسدة يعتمدون على تعتيم أصول المشكلة التى أحدثها النظام على مر عقود طويلة، وبعقول مريضه بداخل المجتمع المصرى. وفى نظرى الفتنه الطائفيه التى يحاولون إشعالها فى مصر جذورها قد ترجع إلى التفرقة على أساس دينى ومن مظاهر تلك التفرقة :-

· دور العبادة

o كيف يصبح بناء المساجد لا يخضع لأى معايير أو قوانين ويتعسف فى بناء الكنائس بداعى القانون؟

o توزيع الكنائس بناء على قانون تم وضعه فى عهود سابقة غير عابئين بالكثافة السكانية.

o تبنى المساجد فى بعض المناطق بأعداد كبير لمساحات صغيرة ولأعداد سكان محدودين.

o تراخيص بناء مسجد لا يتعدى إستخراجها أكثر من أسبوع ويمكن إستخراجها بعد البدء فى البناء.

o دور العبادة فى النهاية هى علاقة بين الفرد وربه، أى تعسف فى تلك العلاقة تؤدى الى العنف بدافع الدفاع عن العلاقة الروحية للفرد، والنظام السابق أصر على هذا التعسف بشكل سافر للجميع.

o دور العبادة هى المصدر الأول لتعليم القيم الروحية ومبادئ التآخى والمحبة والسلام داخل النفوس، غياب دور العبادة بوجودها أو بدورها بينعكس سلباً على المجتمع بغياب القيم والمبادئ.

· التعليم الدينى

o التعليم الدينى الإسلامى ( الأزهرى ) يعد من أرخص وسائل التعليم فى مصر والعالم فى مختلف مراحله، ومنتشر فى كافة أنجاء الجمهورية، ويتم دعمه من جهات مختلفة داخلياً وخارجاً. ولا يقبل أى فرد يدخل فيه دون المسلمون، ودائما متهم بضعف المستوى التعليمى لرواده.

فى حين أن التعليم الدينى المسيحى أغلى من بعض المدارس الخاصة مما يجعله ليس مناسب للجميع، يقبل المسلمون بالدخول فيه، مشهود له بالكفاءة العالية لرواد هذه المدارس. قصور وجوده على مرحلة التعليم الأساسى وليس الجامعى. التضييق المستمر على موارد تلك المدارس. غير منتشرة فى كثير من المناطق ولا يسمح بتوسيع نظاقها أو التجديد لها إلا فى أضيق الحدود.

- الإضطهاد المشترك

o يشترك المسحيون ورواد التعليم الأزهرى فى أوجه إضطهاد عديدة منها :-

§ الحرمان من الوظائف المتميزة فى الدولة حين يتقدم لها متميزون من الطرفين.

§ قانون غير مكتوب لخفض النسبة الى الحد الأدنى للإلتحاق بالكليات العسكرية والشرطة.

§ التضييق المباشر على الطريفين فى الحصول على تأشيرات للدول التى تتطلب موافقة أمنية للحصول على تأشيرتها للعمل.

§ التمييز العنصرى لأى من الطرفين فى أماكن بعينها، مثل الشركات التى يملكها بعض المنتمين الى الأخوان أو السلفيين أو أى جماعات دينية لتوظيف مسيحى ولو كان كفؤ. والشركات التى تعمل فى الدعاية أوالإعلام أوالسياحة لتعيين خريجى جامعات الأزهر.

§ المأهلين مهنياً وتعليمياً للخطاب الدينى سواء من المسلمين او المسيحين ليسو هم من يتحدثون ويعلو صوتهم فى الإعلام. يترك الحديث لحفنة من الأغبياء والجهلة من مثيرى الفتنة بين طوائف الشعب على بعض القنوات الكارهه لنفسها قبل غيرها، ويغدق عليهم بالأموال والعروض ويترك من هم أحق بذلك يعانون ضعف صوتهم قبل حقهم.

فبهذه التفرقة أجابو عملياً على سؤال ظل المستعمرون لمصر لعقود طويلة غير قادرين على الإجابة عليه. كيف تمزق وحدة الشعب من داخله بناء على معتقداته ؟

السعى لتلك الإجابة الشيطانية هى الضمانه الوحيدة لعدم توحيد الصفوف والقلوب والعقول على شئ واحد أياً كان. فالمعتقدات التى إستطاع أن يفرق الشعب بإستخدامها عديدة ولكل منها أسلوب وطريقة للعبث بها.

الإنتماء الرياضى حدث ولا حرج بين مشجعى الفرق وما يخطط لتثبيت الفجوة بينهم ليظل الصراع للدفاع عن هذا أو ذاك.وأيضاً الإنتماء الإعلامى ووأد أى كلمة فى مهدها لا تسبح بإسم النظام. أما الإنتماء السياسى كالإنتماء الى كوكب أخر غير الأرض. فهو إنتماء لا يعرفه غالبية الشعب لإنشغالهم بالصراعات الأخرى وعدم الشعور بالخسائر الحقيقة من تلك الصراعات طالما هو فى مأمن شخصى من بطش النظام. فما الداعى فى الدخول الى صراع محسوم من بدايته ولن تستطيع الشعور بحرية التعبير عن رأيك فيما تدافع عنه.

لكى نستطيع أن نحول الطوائف الى أطياف، نحول الإختلاف من هدام الى بناء، من التناحر الى التحاور، التمييز الى تميز. يجب علينا أولاُ أن نرتدى عباءة المصرى فنصبح كلنا مصريون.

الأحد، فبراير 13، 2011

فروق السرعات

أكبر مشكلة كانت ومازالت وربنا يستر ولا تستمر بالنسبالى هى السرعة بشكل عام.
بحب أفكر بسرعة وآكل بسرعة وأحب أنفذ أفكارى بسرعة. بس الظاهر انى ماطلعتش لوحدى فى الموضوع ده.
مشكلة النظام السابق انه كان أبطئ من الشعب بكتيييير، الناس بتتحرك بسرعة وهما لأ. الناس بتقرر بسرعة وهما بيقرروا فى سنة. وإحتمال كبير ده يفضل موجود لحد ما تتوحد السرعات.
الجيش بيفكر بالراااااااااااحه وعلى أقل من مهله، وده حقه لإن الغلطه عنده بفوره. أشباه الأحزاب الموجوده بتحاول تركب نيتروجين فى عربيتها علشان تلحق بصاروخ الثورة. لكن للأسف نسيو انهم راكبين خنفساء لا تصلح لتركيب موتور فيات 28 فيها.
مواتير الشباب بدأت فى الدوران بقوة، لكن للأسف مافيش طريق مرسوم للسباق أصلاً لحد دلوقتى. فنلاقى لسه فى ناس فى التحرير معتصمه بقناعة لحين تلبية بقية المطالب، لكن فى ناس معتصمة بس للمشاركة لكن مش بنفس القناعة.
مستحيل نتحول اننا كلنا نبقى نفس الشخص، أو كل الناس تقتنع بنفس الفكرة، ومش ده المطلوب اساساً. لإن ببساطة هى دى دولة الأفراد اللى اتبقلشنا فيها. إنما دولة المؤسسات قائمة اصلا على تعدد وإختلاف الأراء. لكن الوحدة فى التنفيذ قائم على كل الناس المؤيدين أو المعارضين للفكرة.
فى رأيى الشخصى ان الاعتصام الاساسى كان الهدف منه إسقاط النظام بإسقاط رأس النظام. وإن لا تفاوض قبل رحيل المسئول الأول عن النظام. بعد كده نبدأ نتحاور على كيفية تنفيذ باقى المطالب المشروعة لكل الناس.
طيب باقى المطالب الأساسية هى على حد معلوماتى :-
1- الإفراج الكامل عن كافة المعتقلين السياسين والمعتقلين بأسباب إبداء رأى ما سواء فى الفترة السابقة او بشكل عام.
2- حل مجلسى الشعب والشورى وكافة المجالس المحلية.
3- إنهاء العمل بقانون الطوارئ.
4- حل الحكومة وتعيين حكومة إنتقالية.
5- تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد.
لوز جدا المطالب دى، إنما دلوقتى ده وقت اننا نبدأ نشكل مننا فرق عمل لتحقيق المطالب دى وغيرها، لإن ببساطه خلاص مافيش بابا اللى بنروح نبوس إيده علشان يعمل لنا حاجه. إحنا اللى هنعمل واللى هنعمله ممكن يبدا بـ :-
- لجنة تعمل بالتنسيق مع كافة الجهات الحقوقية التى لديها أسماء وبيانات المعتقلين، للبحث أولا عنهم والتأكد من أماكن إعتقالهم، وتحديد المفقودين من المعتقلين.
- بدء وضع خطط وتصورات للعملية الإنتخابية ، والتعاون مع جهات وهيئات المجتمع المدنى لضمان نزاهة ومراقبة الإنتخابات.
- عرض تصورات للقوات المسلحة ( بما إنها الجهة المسلم إليها السلطات ) فى كيفية نشر قوات الشرطة الداخلية وتحديد ضوابط عملها حتى يستقر الأمن.
- سواء الحكومة الحالية او الحكومة الإنتقالية المؤقته لن يكون بيدهم إتخاذ قرارت سيادية فى تغيير نظم وإطارات العمل الحالى ، لحين الإنتهاء من الدستور والإنتخابات الرئاسية والتشريعية التى ستقوم بالعمل الرقابى عليها. فخطوة حل الحكومة الأن لن تضيف أو تحذف شئ فى المشهد السياسى.
- موضوع الدستور ده جامد جداً، بس دورنا فيه هو فى البداية نحط إحتياجتنا ليه فى مكان مفتوح للجميع ( جروب مثلاً على الفيس بوك ) ومناقشة المقترحات دى وبعدين لما اللى بيعملوه يخلصو نروح علشان التصويت عليه.
النظام مشى وساب وراه خرابه كبيييييييييييييرة من فساد وإفساد تقريبا فى كل حاجة. بس ده ماينفيش اننا كنا جزء من النظام ده. جزء منه بسلبيتنا وسكوتنا وإتجاهنا لنظرية القطيع ( اللى يعمل حاجه وتنجح كل الناس تقلده ) و ورفع شعار وترك آخرون لتحقيق هذا الشعار و الدخول فى روتين الحياة بتقلنا كله علشان نريح دماغنا.
كلنا لازم نسقط النظام اللى جوانا زى ما أسقطنا النظام اللى فوقنا.
أثبتنا بالدليل القاطع ان اى حد هيشتغلنا ويعمل فيها انه هو بابا وكلنا عياله هيروح يشتى فى شرم ويرحل. ناقص اننا نثبت اننا كمان نقدر نحقق طلباتنا بنفسنا مش نطالب حد بيها وانه يعمل فيها كل حاجة.
عاشت مصر أحسن بلد فى الدنيا بدون فروق السرعات.

الثلاثاء، فبراير 08، 2011

أما بعد

الأحداث بدأت تهدأ أنفاسها وتكاد أن تنتظم وتيرتها ، بعد أن كانت تلهث التحليلات ومحاولة رصد الأحداث كمن يحاول ان يلاحق ظل الطائرة على الأرض بسيارة.
حلقت طائرة الثورة من قلب مصر. وبدأت محركاتها تدور بوقود من دم شباب مصر الخالص. مروراً على ممر من فوارغ الطلقات وعبوات القنابل وعجلات المدرعات وهروات السجانين.
حلقت طائرة الثورة فوق الجميع، وعلى متن تلك الطائرة أرواح من عبروا بوابات الخوف والقهر والظلم. شاهد تلك الطائرة ملايين من الشعب المصرى، ينظرون الى ظلها على الأرض وماذا تمر عليه.
ينظر إلينا الشهداء من نوافذ الطائرة ليرو السحابة السوداء التى عمت أرجاء مصر كلها. سحابة من الفساد التى تظلل كافة أنجاء المعمورة.
فساد من أطلقو المساجين ليشيعوا فى الأرض فساداً. فساد من نهبو خير مصر لعقود طويلة. فساد إعلام حرض الناس على الأحرار ولوثوا شرفهم بوصمهم بعار الخيانة والتآمر على حب مصر. فساد التفاوض والمقايضة على حرية شعب بفتات حرية و محاكمات شكلية عن القرابين التى يقدموها للشعب فى مقابل بقائهم لصنع قرابين جديدة.
مرت الطائرة على القصر الرئاسى، لتشاهد من فيه متمسك بالبقاء بداخله بأى ثمن، بأى مسمى ، بأى طريقة ، بأى تضحية. لكن بماذا هم حقاً متمسكون بداخل هذا القصر؟
هناك من يقول انهم متمسكون بالنهاية المشرفة لحكمهم، وتقديراً وعرفان لما قدموه لهذا الشعب من ..........
هناك من يقول ان الضمانه التى أصبحت فى يدنا هى الخروج مجدداً للشارع فى حال عدم الرضا عن ما سيفعلوه!
ألديكم ما يكفى من طائرات تحلق فوق رؤوسنا بشهداء جدد؟ ألهذا الحد لا يصنع فارق وقوف طائرة الشهداء فوق رؤوسنا مدى الحياة؟ ألهذا الحد دم شهدائنا أصبح شفافاً لا يراه أحد ؟
ماذا يربطتنا بهؤلاء الشهداء لكى نتذكرهم ؟ ماذا يربطنى بـ أحمد بسيونى و مصطفى الصاوى و كريم بنونة و سيف الله مصطفى و محمد محروس و سالى زهران و إسلام محمد و محمد عبد المنعم و أحمد إيهاب و محمد عماد و حسين طة و أكثر من 300 شهيد آخر ؟
هم أخى وأختى
هم أساتذى ومعلمى
هم شيخى وقسيسى
هم أبى وأمى
هم إبنى وإبنتى
هم عينى وقلبى
هم روحى و عقلى
هم سمعى وبصرى
هم فوق رأسى وعنقى
هم حارسى و رئيسى
هم صوتى وقلمى
هم من وهبوا حياتهم وضحوا بكل ما يمكلون
هم من هبوا لنداء وطن يحتضر
هم من أرادوا ان يعلمو أولادهم وذوي
هم وشعبهم وكافة سكان الأرض أن الحرية لا تمنح ولكنها تؤخذ
هم من رسموا لوحة لا تمحى معالمها
هم من روت بدمائهم جفاف قلوبنا
هم من سيعيشون بيننا أكثر منا
هم من أرادو ان نعيش واقع رسموه بأحلامهم
هم من عجزت الكلمات ان تصفهم وعجز الدمع ان يوفيهم حقهم وعجز القلب ان يخفق بعدد تضحياتهم وعجز القلم عن كتابة أحلامهم وعجز اللسان عن شكرهم وعجز ا
لشعب فى تخليد ذكراهم إلا بمحاسبة من إغتالهم ورحيل من حكهم وحكم عليهم بالموت مقابل بقائه شاهدا على قبورهم بأنه عجر عن تكميم أفواههم وكبح جماح أحلامهم إلا بقتلهم.
دمائكم بيننا وبينهم ، أرواحكم شاهدة على يوم رحيلهم القريب ومحاسبتهم القاسية.
أما بعد
يسقط يسقط حسنى مبارك


الأحد، فبراير 06، 2011

هشتكنا وبشتكنا يا ريس

منذ بدء الثورة تفضل رئيس الجمهورية بقرارت و خطوات، نظر اليها الكثير انها قرارت تاريخية وعظيمة ، وأنها قرارت جاءت كأثر إيجابى وأحد إنجازات الثورة.
لكن ماذا قدم ومن إستفاد ومن طالب بتلك القرارت؟؟

* أول قرار لرئيس الجمهورية هو فرض حظر التجول.
قدم الرئيس من هذا القرار الشرعية القانونية للجيش بقتل المتظاهرين وليس حمياتهم. فالجيش لم ينزل الشارع يوم الجمعة 28 يناير الساعه 5:30 مساءاً لحماية المتظاهرين بل لحماية مبنى التليفزيون لعدم إنهيار الرئيس ممثلاً فى منبره الوحيد أمام ثورة الغضب.
إستفاد النظام من هذا القرار بإنهاك الناس فى الشارع بإغلاق كافة المنافد وشل الحركة لعدم زيادة المتظاهرين. ثم الضغط على الشعب فى إفقاده الشعور بالأمن وطلبه رغم حظر التجول النزول الى الشارع لحمايه ممتلكاتهم.

* أول قرار لرئيس الجمهورية هو إستقالة الحكومة.
قدم من هذا القرار أول قربان للغاضبين من الشغب. ضحى بالحكومة ومن فيها أمام الشعب. وحملها مسئولية ما آلت إليه أحوال الشعب.
من قال او طالب او ألمح الى أن الناس فى الشارع تريد إسقاط الحكومة؟ أو الى تقديم القرابين لكى نقدر النعيم الذى كان يعتقد اننا نعيش فيه؟ او الى أن تغيير الحكومة هو تغيير للنظام القائم على الفساد ؟ أو الى ان الحكومة جاءات بقرار من شخص هلامى آخر غير الرئيس، وبالتبعية فشل الحكومة يتحمله هذا الهلامى ولا يتحمله الرئيس!
* ثانى خطوة أقدم عليها الرئيس هى تعيين نائب لرئيس الجمهورية.
قدم من هذا القرار اولى خطوات بناء سياسة النفس الطويل مع الثورة. فإيجاد عدة صفوف تدعو الى الحوار يطيل من ذلك الحوار الى الحد الأقصى. فالنائب يدعو للحوار فيتحدث الى فئة ليست موجودة فى الشارع لكسب المزيد من الوقت والضغط على المتظاهرين. ثم ماذا بعد الحوار؟ الوصول الى مطالب ، تعرض هذه المطالب على آخرون ثم ماذا بعد؟ تعرض على الرئيس ليوافق او يرفض!! وهكذا تدور العجلة على نفس النغمة.
إن الرئيس أراد حوار إصلاحى حقيقى لكان هذا الحوار معه مباشرة دون وسطاء تحت اى مسمى، للوصول الى حلول سريعة جذرية تصب فى مصلحة الشعب كافة.
* ثالث قرار قام به الرئيس تشكيل الحكومة الجديدة.
قدم من هذا القرار بعض الوجوه الجديدة لمحاولة كسب التأييد فى الشارع المصرى. وإيجاد خطوات عملية لما يسميه الإصلاح الذى نادت به الثورة. ومحاولة المضى قدماً فى ترسيخ النظام بدل من تغييره. فهاهو الشخص الهلامى مجددا يظهر فى الأفق، قرابين جديدة تستعد للتضحيه بها لإمتصاص اى نداءات بتغيير شامل للنظام ممثل فى رئيس هذا النظام. فليس الرئيس من يصدر قرارات حظر التجول! ليس الرئيس من يصدر تصريحات حول نزاهة الإنتخابات الأخيرة! ليس الرئيس من وعد فى بداية حكمه أنه لن يبقى غير مدتين فى الحكم ثم يترك المنصب لشخص آخر غيره! ليس الرئيس من يصدر التعليمات للتليفزيون المصرى بعرض فيلم تسجيلى وعزف بالعود وقت قتل المتظاهرين فى التحرير فجراً! ليس الرئيس كرئيس للحزب الوطنى من عين بقرار مباشر كل من استقال او أقيل من الحزب الوطنى مؤخرأ. إنه ذلك الهلامى من فعل كل هذا.
إستفاد من هذا القرار كسب المزيد من الوقت لدعوة الشعب الإنتظار لما سوف يقدمه هؤلاء الوزارء الجدد، وما سوف يتخذونه من قرارت جذرية وفعاله للتغير.
التغيير الذى نتحدث عنه يحدث مثلا فى أى فريق سواء كان رياضياً او عملياً او فنياً أو أى فريق كان هو تغيير قائد الفريق إن فشل فى تحقيق الغاية من قيادته لهذا الفريق ضمن جدول زمنى محدد. فتخيلوا فريق من السياسين والوزراء والمسئولين فشلو فشل ذريعاً على مدار ثلاثين عاماً من تحقيق أى إنجاز قومى يشعر به كافة أنجاء الشعب من تطور فى أى مجال، ويظل يغير فى المعاونين لهذا الفريق دون تغير قائد الفريق؟؟
* قرار إنسحاب قوات الأمن كافة من مصر.
لا يستطيع أحد أن يثبت أن هذا القرار صادر عن الرئيس مباشرة. لكن طالما لم نجد هذا الهلامى الذى يصدر الأوامر ولا يتحملها أحد غيره فلا أجد غير الرئيس أن أشير إليه فى تبعية هذا القرار. لإنه هو المسئول ( على حد وصفه وتعبيره ) عن الفصل بين السلطات فى مصر وترسيخ مبدأ الأمان والديمقراطية للشعب.
استفاد من هذا القرار النظام فى تفريق الناس الى نصفين بناء على إستجابتهم لمبدأ الإختيار بين ( الفوضى والإستقرار ). لكن الهلامى يشير الى أن محدث الفوضى هو نفسه من يدعى قدرته على الإستقرار بعدم فعله الفوضى. فأصبحت المقايضه الصريحة والمخزية على أمن مصر من عدم إشاعة الفوضى فيه من سحب لقوات الأمن من كافة القطاعات، بالحرية المزعومة والغير حقيقة بإستمرار إعتقال الناشطين ومحاولة فض المعتصمين بالقوة المفرطة لكن بإستخدام قناعات جديدة بنفس الأشخاص، والإستمرار فى الدعاية المخجله للنظام فى وسائل الإعلام الحكومى بكافة أشكاله المرئية والمقروئة والمسموعه بهذة الطريقة. وإستمرار المحاولات الفاشلة فى التعتيم على ما يصدر من النظام من صور القمع، بقطع الإتصالات المباشرة والغير المباشرة بكافة صورها ، ثم قطع السبل لوسائل الإعلام من تغطية الأحداث بكل الأشكال المسيئة للشعب كله. فماذا يعنى الإختيار من مغتصب لبيتك بين سرقته له او ان تدفع له ثمن المسروقات التى كان سيسرقها دون ان سرقتها ؟
فمن يعطينى الأختيار الأن بين الفوضى والإستقرار هو من فرض الفوضى ومنع عنى الإستقرار.

* قرار محاسبة ( بعض رموز ) النظام .
قدم هذا القرار للإعلان عن محاسبة الفاسدين والمقصرين فى أداء واجبهم الى هذا الشعب، لكسب المزيد من الوقت فى التحقيقات وجمع الأدله وجلسات المحاكمة التى قد تمدد الى سنوات، وتأتى نتيجتها كما جاءت فى محاكمات العبارة والقطارات والدويقة وأكياس الدم الفاسدة.
إستفاد من هذا القرار كإجراء شكلى للحيلولة دون إرتداد الجرائم التى حدث فى حق الشعب والثورة إلى رئيس ومدير النظام، لإنه لا وجود للشخص الهلامى فى مصر. تقديم وزير الداخلية السابق للمحاكمة دون الرجوع الى يوم 24 يناير حين قدم الوزير تجديد ( الولاء والطاعة ) للرئيس كما جاء فى الصحف القومية، وكأن حبيب العادلى يقوم بإعلانها صريحة للشعب ان ما سيحدث غداً هو إطاعة أوامر مباشرة من الرئيس. لإنه صاحب الأمر والنهى فى البلد، ولذلك فتقديم حبيب العادلى كمسئول عن الأحداث التى حدثت هو خطأ جسيم نقوم به حين نؤيد تلك المسائلة منفردة. لأن حبيب العادلى مجرد أحد صور الرجل الثانى، وأن ما فعله يوم 24 من إعلان ولائه وطاعته هو ورجاله للرئيس يجعله فقط شريك فى الجريمة وليس المحرض عليها. فلا يجب محاسبته فردياً عن ما حدث وعن الدماء التى أريقت، والأرواح التى أزهقت ، وعن البيوت التى تهدمت، وعن الأطفال التى أغتيلت حياتهم بموت آبائهم للتعبير عن أرائهم لمستقبل أفضل لهم.
عفوا يا سيادة الرئيس أنى أخاطبك كرئيس. فالرئيس الذى لا يتحمل مسئولية ما حدث لشعبه من قمع وقهر وظلم ،لا أعتبره رئيس دولة وإنما رئيس مجموعة ( لايشرفنى ان أنتمى إليها ) ممن هانت عليهم دماء من أستشهدو وأصيبوا وأعتقلوا وأغتصبت حقوقهم وشردت أسرهم وإقتنصت أحلامهم برصاصك تحت أمرتك وسمعك وبصرك.
وكما قال أحد من ينصبك رئيس له ( هشتكنا وبشتكنا يا ريس ، ده أنت رئيس والنعمة كويس )

الخميس، فبراير 03، 2011

ثورة 3D

دعونا نرتدى نظارة لكى نحاول رؤية الأحداث الضبابية التى تحدث.
أحد عدسات النظارة تسمى عدسة الخوف وهى ترى ما يلى :-
* أولى تداعيات الخوف التى اطلقت اطلقت على ما يسمى الرد الأمنى. ذلك الرد المتوقع حاول الأمن يوم 24 يناير ان يصدره الى كل من ينوى النزول الى الشارع اليوم التالى، وان يصدر الخوف الى هؤلاء المحتجون.
- نزل الناس وواجهوا ذلك الخوف واستطاعوا ان يواصلو مسيرتهم حتى منتصف الليل، وهنا واجهة الأمن أحد الخيارين :- مواجهة المتظاهرين وفض إعتصامهم أو تركهم للصباح. ونعلم أى منعطف إتخذوا.
- إستمر نشر الخوف من غضب الأمن ومن قوتهم ومن قدرتهم على ما قد يفعلوه فى المتظاهرين، وإستمرو فى الايام التالية لـ 25 يانير فى النزول وكسر حاجز الخوف شيئاً فشيئاً. وهنا بدأت فى الظهور نوع جديد من المتظاهرين يقومون بأعمال حرق للإطارات وقذف الأمن بالحجارة، وكانت تلك أولى محاولات ( الغير شرعية ) للمواجهة مع رجال الشرطة.
- وجاء يوم الجمعة الشهير بجمعة الغضب. وسبق هذا اليوم إستخدام مفرط لوسائل الخوف من مواجهات الأمن. ولكن كل من نزل فى هذا اليوم قرر ان يواجهه خوفه وأن ينزل الى الشارع ليطالب بحقه فى هذا البلد.
- كل ما إحتاجه هؤلاء المتظاهرون هو 4 ساعات ونصف لكى يصدروا الخوف الى كل مصادره. فماذا فعل الخوف فيمن كان يصدر الخوف للمتظاهرين؟ إختفى كل من يحمل بطاقه تنتمى الى جهاز الأمن فى مصر كلها. اختفوا بعد فرغت خزائنهم من ذخيره، بعد ان فرغت جبعاتهم من مصادر خوف للمتظاهرين، بعد ان فرغت كل خزائنهم من طرق لتفرقة المتظاهرين الأن.
- بعد هذا اليوم رجع النظام الى جبعاته ليرى فيها كيف يسيطر على الناس بالخوف؟ أطلقوا مئات الإشاعات حول قدرة الخارجين على القانون فى الشارع على هتك أعراض الناس داخل منازلهم، على قتل كل شخص فى الشارع، على سرقة كل السيارات ، على وجود أبو لهب ودعوته لترك دين محمد الجديد، فى جميع وسائل الاعلام ( المخزية ) المملوكة للدولة.
- حتى الجيش دخل متورطاً فى هذا الخوف، فقد أعلن عن حظر التجول، لكن دعى الناس الى النزول الى الشارع وحماية ممتلكاتهم. فماذا يحمى الجيش فى المقام الأول ( الشعب أم النظام )
- حظر تجول يمتد الى 17 ساعة يومياً. تصدير نوع جديد من الخوف على لقمة العيش، على اسلوب حياة لا يعرف التقييد 17 ساعة، فمتى سيعمل هؤلاء الناس؟ متى يشترون إحتياجاتهم؟ متى سينالون قسط من الراحة للإيجاد الوقت لحماية ممتلكاتهم؟
- أطلقو حملة من الخوف من المستقبل، وحصر كلمة مستقبل فى اليوم وليس غدا سواء القريب او البعيد؟ من سيحكم مصر ؟ من سيقود مصر ؟ من سيفعل ماذا ؟ أترون كيف هم مختلفون ؟ أترون كيف هم غير قادرون على حكم مجموعة من ( عشرات ) الشباب فكيف هم يحكمون شعب؟
- تصدير فكرة المؤامرة الكاملة على الشعب من كل شخص خارج مصر! وكيفيه دخول أجانب ومتأمرين من كل صوب ومن كل جانب فى العالم.
- التأثير بالأصوات المحيطة، المتظاهرين يسمعون الطائرات على إرتفاعات منخفضة جدا، الطلقات النارية المستمرة أثناء الليل فى المناطق السكنية.
- الخوف من نفاذ كافة المواد الغذائية من كافة المتاجر، مما يدفع الناس للتقاتل من أجل شراء كميات كبيرة للإسراع من إفراغ المخزونات الإستراتيجيه من سلع ومؤن.
- إطلاق حملات الخوف من قدرة النظام على فض إعتصام التحرير بكافة الطرق الإجرامية، من إطلاق بلطجية وكلاب و رصاص حى على المتظاهرين.
# كل من تلك الأمور تم نسبها الى المتظاهرين فى كافة أنحاء مصر. لكن هل هم فعلا مصدرى تلك المخاوف؟ هل هم فعلا السبب من إطلاق تلك المخاوف؟ ام ما صدّروه من خوف لدى النظام أدى الى إطلاق تلك المخاوف من النظام لمحاولة درئ تلك المخاوف عنه؟؟؟
النتيجة الوحيدة المأكدة من أهم طرق هزيمة الخوف هى مواجهته والعبور فوقه وليس تركه ليعبر فوقنا وتنكيس رؤوسنا
العدسة الثانية فى النظارة التى نرتديها هى عدسة محاولة إدراك أين نحن الأن :-
- تلك العدسة هى أهم من أن نعرف الى أين سنمضى، لإنه لا يمكن ان تعلم قدم أين تطئ حتى تعرف أين تقف أولاً.
- نحن الآن نقف على أرض عليها عدة فئات من الناس :-
* فئة تعرف انها تقدر على إحداث تغيير. هم الشباب المعتصمين فى ميدان التحرير، سقط منهم شهداء ليدركوا انهم يستطيعو إحداث تغيير فى بلد ركدت مياهه منذ ثلاثة عقود.
* فئة لا تعرف انها قادرة على إحداث أى شئ دون الإنسياق حول الأحداث. هم فئة ملموسة فى المجتمع، فئة القناة الأولى، فئة وأنا مالى ، فئة عاش الملك مات الملك ، فئة كل شئ هو مؤامرة كبيرة للحيلوله دون وصوله الى القمر، فئة أن مشروع تأمين المستقبل هو سنترال، فئة ان أفضل الوظائف هى الوظيفة الحكومية، فئة ان يحكمنا الأن قد شبع ولكن من سيأتى لاحقاً فهو جائع وسيأكل كثيرا حتى يشبع، فئة انه يفهم جيداً كل شئ من قمة التطور ( الخلاط ) حتى فتاحة الكازوزا. كل هؤلاءأخطر من النظام نفسه، وهم من يعول عليهم النظام كثيراً لإحداث ضغط على المتواجدون الأن فى ميدان التحرير حتى يرجعوا عن موقفهم.
- فئة المستفيد فى مصر. هؤلاء هم أكثر فئة متأثرة كثيراً من الأحداث، وهم من يفعلون وسيفعلون اى شئ للحيلولة دون سقوط هذا النظام. ولكن من هم المستفيدون من هذا النظام ؟
* الفاسدين الموجودون فى السلطة. السلطة فى مصر أصبحت أحد أهم أغنى وأسرع مصادر الدخل الغير المشروع للعديد من الفاسدين. فمن الموظف الشهير بالدرج المفتوح مروراً ببعض رجال الأمن آخذوا الجباية من كافة أفراد الشعب ، الى محتكرين الإقتصاد فى مصر. كلهم يدافعون وبضراوة عن هذا النظام والوقف دون سقوطه.
الأرض التى نقف عليها غاية فى التشابك والتعقيد إن رأيناها بالأعين المجردة . لكن إن رأيناها من عين مصدر الخوف ومن عين أين نحن الأن سنرى صورة ثلاثية الأبعاد عناصرها هى :-
1- تم إحراق ( بتوقيت موحد تقريبا فى كافة أنحاء البلاد ) معظم مقرات الحزب الوطنى فى مصر يوم الجمعة، تم حرق معظم مقرات الأجهزة الأمنية ، تم هدم بالعربات الثقيلة أسوار بعض السجون، تم القبض على عناصر من رجال الأمن وهم يحدثون إثارة شغب فى كافة أنحاء مصر ( فمن المستفيد؟ ومن هذا المنفذ الدقيق والسريع فى التنفيذ الى هذه الدرجة؟ )
2- المظاهرات المليونية فى مصر كانت الصورة الأقرب لتجمعهم ووقوفهم بجانب بعضهم دون حاله واحده من الشغب، او التحرش، أو القدرة على تحديد طوائف بعينها أياً كانت دينية أو حزبية أو عرقية. هو منظر الحج ، ووجه التشابه هو التوحد وراء هدف سامى، وأن الموت فى سبيل تحقيق هذا الهدف هو شرف يتمناه كل من شارك الحلم فى تحقيق هذا الهدف.
3- تم إستشهاد أكثر من 300 شهيد، وتم فقد أضعافهم ، وأصيب أضعاف أضعافهم حتى الآن فى سبيل حرية هذا الوطن، وتحريره من مستعمريه، وإنقاذه من مغتصبيه، والرقى به للحياة أفضل لكل من فيه.
تعودنا فى السابق ان دماؤنا لا ثمن لها. فيموت آلاف المصريين فى العبّارة والقطارات وفى حوادث الطرق وفى البحار هرباً من ما نعانيه جميعاً من ظلم وقهر وتجاهل وشعارات التغيير ومن أجلك انت والشرطة والشعب فى خدمة الوطن.
لكن من الآن فصاعدا دماؤنا غالية جدا، ندفعها كأقل ثمن للتغيير ، للحرية ، للعيش بسلام ، لحياة أفضل لنا ولأولادنا ولجميع المصريين الذين أصبح لهم الأن ثوار حقيقيون تكتب أسمائهم بدمائهم تاريخاً جديداً لمصرنا الحبيبة.
ولتصبح هذه الثورة أول ثورة فى العالم تخرج بلا راية قائد لها، بل تخرج براية الحرية ترفف داخل أرواحهم وقلوبهم.

الأربعاء، فبراير 02، 2011

ماذا قدم الرئيس فى خطابه ؟

تلقينا خطاب الرئيس يوم الثلاثاء مساء المظاهرة المليونية بإحباط شديد، ولك لأنه لم يأتى بشئ فى الحقيقة.
الرئيس أعلن انه لن يترشح الى فترة رئاسية جديدة! بالنظر الى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كان عدد الموافقون على ترشيحه قرابة 2.2 مليون مواطن. أين هم الآن؟ وإن كان سيترشح مرة آخرى فعدد المتظاهرين فى الشارع أكبر من صوتوا له بالفعل، فإن زورت الإنتخابات فسيكون واضح للعالم أجمع أنها مزوره. فما فائدة الترشح إن كانت ظهرت النتيجة بالفعل فى الشارع فى مظاهرات مليونية برفضه.
رفع التعديلات الدستورية الى مجلسى الشعب والشورى ( بعد مراجعة الطعون فى العضوية ) لكن دون حل المجلسين.
عدد الطعون المقدمة 190 طعن. اسرع من يأخد أحكام فى مصر لقضيه تخصه هو المستشار مرتضى منصور. فى إنتخابات 2005 قدم المستشار مرتضى طعن على الإنتخابات فى دائرته، حكم فيها فى عام 2009. بالنسبة لعصر السرعة الذى نعيشه فالمتوقع ان ينتهى النظر فى الطعون المقدمة فى غضون 4 سنوات. والى ذلك الحين فالأغلبية الساحقة هى للحزب الوطنى الذى سوف يعدل المواد الدستورية التى تسمح ان يترشح الرئيس من خارج الحزب الوطنى. فأى تعديلات بالتحديد ينادى الرئيس بها؟
الإختيار بين الإستقرار والفوضى، هو فعلا إخيار بين الجنة والنار ، لكن جنة من؟ وأية نار؟
تلك هى الجنة التى يريدنا ان نختارها ،بلطجية وسلطة الأمن والتزوير الفاضح للإنتخابات والقمع المباشر وقانون الطوارئ وإعلام مضلل و قتل المتظاهرين فى وضح النهار وترويع الناس فى الليل.
والنار التى يريدنا ان نخشاها هى نار التغيير الى حرية التعبير ومستقبل أفضل لأولادنا ولنا ، نار التعددية الحزبية وعدم تخليد احد فى السلطة لمدى الحياة ، نار إعلام يقوى على يسلط الضوء على سلبيات النظام الحاكم وفضحها الى الناس، نار وضع مصر فى مسارها الصحيح على مستوى العالم.
فتباً لجنتكم ولتحترقوا انتم فى نيران الخوف التى اشعلتموها بأنفسكم فى الشعب الذى كنتم تعتقدون انه سيحترق لكنه نفخ فى النار لترتد إليكم وتحترق بها وجوهكم التى باتت عارية من اى قناعات ارتيدموها.
فماذا حقاً قدم الرئيس فى خطابه؟

الأربعاء، يناير 26، 2011

قوة الإشاعة السياسية

فى لعبة السياسة يتحول الرد على بعض المواقف خسارة مسبقه أياً كان الرد.
فمع بدء إندلاع المظاهرات أمس وتزايد عدد المشاركين فيها بشكل غير مسبوق، بدء البعض من محترفى اللعبه فى ممارسة الاعيبهم السياسية، وهى طرح معلومات ( او إشاعات ) أى كان الرد عليها يعتبر خسارة مسبقة.
عندما تبدأ الأقاويل حول خروج نجل الرئيس وحرمه من مصر. هذه الموقوله إن رد نجل الرئيس نافياً ، سيكون هذا الرد إستفزازاً للناس لمواصله الإحتجاجات. وإن سكت عنها تزيد قوتها فتزيد الإحتجاجات أيضاً. فخروج المقوله فى حد ذاتها مكسب، وأيا كان الرد عليها خسارة.
وعلى هذا المثل مقولة إحتمال حدوث تغيير وزارى فى غضون ساعات وعلى رأس التغير وزير الداخلية. إن تم نفيها ذادت حدة المظاهرات لتعنت قمع أصواتهم، وإن أكدوها رفعت معنويات المتظاهرين للمطالبة بالمزيد من رحيل الفاسدين.
للأسف حاولت الحكومة إستخدام هذا الأسلوب ولكن دون حرفيه فى التنفيذ. فمنذ وقت ليس ببعيد خرج علينا كمال الشاذلى أقصد أحمد عز بنشر مقالات عن تقدم الحزب فى شعبيته الطاغيه فى الشارع، وعن سقوط الجماعات التى تفتقد الى الشعبيه تماما من النجاح فى إنتخابات نزيهة ( لا سمح الله )، وها هم اليوم يرمون ان ( العشرة آلاف متظاهر ) الموجودون فى التحرير هم من الأخوان التى تم تحريكهم من قيادات الأخوان.
الغرض من هذا الخبر اتضح هدفه بعد قليل فى مطالبه المواطنون الشرفاء العوده الى منازلهم، لكى يتبقى فى الشارع الإخوان الوحشين اللى هنبقلشهم براحتنا بعد ما قدمنا السبت فى انهم ولاد البطه اللى مش بيضا.
ويأتى مثل آخر على الغباء السياسى المقنع بإسم الصحافة القومية. فخرجت علينا الصحف بأرقام المتظاهرين ( فى ظاهره ليست بجديده على الشارع المصرى) وأيضاً ( خروج المظاهرة دليل على ديموقراطيه الحكومه ) بأماكن التظاهر القليل.
الفرق بين اللاعبين فى الشريحه الأولى والثانيه جوهرى. فالشريحه الثانية ( الحكوميه مجبره بالرد إن آجلاً ام عاجلاً ) وأياً كان ردها فستخسر بسببه الكثير. ام الشريحه الأولى ( المصريون الشرفاء ) فهم ليسو بحاجه الى الرد الشفهى على ما يقال لكن بالرد العملى فى أرض الشارع.
وعلى رأى لعيبه الطاوله ، لو فتحت الخشب المارس اتكسب، لكن لضمان المكسب نريد بقاء الطاوله مفتوحه الى آخر اللعبه.