الجمعة، مايو 26، 2006

هو وهى وتمرد المرآة

هو " أدرك ان ما يراه فى المرآه هو حقيقة وأنه يعيش " كالسراب " لا هدف من حياته ، لا نهاية لطريقة ، لا نور فى ظلمة تفكيره . فكان له طريق من اثنان ليسلكه أن يقبل ان يظل هكذا او ان يتمرد على نفسه التى رآها فى المرأة ويكون إنسان
* " هى " علمت ان الحياة ليست فقط ان تستيقظ لتأكل وتفعل ما يحلو لها وتنام ثانية ، لابد ان يكون لحياتها معنى ان يكون لها وجود ليست حياة مفرغة من الحياة . فهى ذات كيان وليست مسخ دميم تراه فى حيقيتها ولا يراها الناس .
- ظل " هو " معتكف فى بيته ثلاثة ايام متواصلة لا يكلم احدا لا يغادر غرفته انغلق على نفسه واطلق لإنفعالاته العنان . فكان يبكى تاره وهو يعلم وكثيرا ما كانت تتساقط دموعه دون ان يراها او يشعربها فقد كانت تتساقط داخل قلبه ... رأسه يكاد أن ينفجر فطالما حاول ان يفكر ويفكر دون جدوى يحاول ان يغير ، أن يتغير .. لكن يغير ماذا ويتغير ليكون ماذا فهو لا يعرف نفسه لا يعرف ماذا يريد وماذا يقدر ان يفعل . يفكر فى ان يفعل مثل فلان لكنه لا يملك ما يملك ولا يقدر على يقدر عليه فلان فيفكر ان يدبر نقود لكن ماذا عساه ان يفعل بها ؟ ومن أين له بالنقود ؟ يفكر ان يدرس ثانية !! ولكن ماذا يدرس ولماذا ؟؟ يرهقه التفكير فيقرر عدم التفكير ليحيى على امل الفرصه الذهبية التى لا تأتى إلا مرة فى العمر لينطلق بعدها الى حقيقة الذات !!! لكن ماهى تلك الفرصة ؟؟ ومتى تأتى ؟ وإن أتت فهل هو مستعد لها ؟ وإن استعد لها فهل هو جدير بتلك الفرصة وإستغلالها ؟تتضيق الدنيا ذراعاً به ويقرر الا يفكر نهائياً لكنه لا يستطيع ان يقرب المرآه !! فهى تظهر له ما لايقدر ان يخفيه ، تظهر له مدى ضعفه ........ فقرر ان يخفى حقيقته امسك كرسيا ورماه على المرآة لتيخلص منها !! ليتخلص من نفسه !! إرتطم الكرسى بالمرآه معلانا تفوق ضعفه على قوته ، إنهزام حقيقته امام سرابه إنهار جزء كبير من المرآه لكن تبقى له ما يستطيع ان يرى منه نفسه مجدداً فأنهار على الأرض صارخاً لا أريد هذه الحياة فأنا فيها غير موجود ، لكن ما خطأى فيها ؟ فهل أذنبت عندما ولدت لأب غيرقادر ان يأتى لى بما أريده ؟ أن أحيا مثل باقى من اعرفهم أحياء ؟ ما ذنبى ان أكون سراب ؟ ألف لعنه على حياة لم اختار فيها شيئاً وفى النهاية اكون فيها سراب !! ألف ألف لعنه عليها وعلى كل من حولى وينعمون فيها
* " هى " امست لا تتكلم ولا تعرف للدنيا لون . أدركت انه لا سبيل لها فى ان تعرف طريقها قبل ان تعرف نفسها قبل اى شئ ! لكنها لا تعرف من هى ؟ تعرف لها اسماً لكن لاتعرف ماهية هذا الاسم فهو مفرغ من اى معنى ! اسم لا يترك خلفه فراغ عند رحيله فهو اسم مثل ملايين الاسماء التى أتت وانتهت دون ان تكون موجوده إللا على الورق فى شهادة الميلاد والوفاه وأسماء الأبناء !!قررت أن تبدأ من حيث إنتهى تفكيرها ... الورق وقوة تأثيره امسكت ورقة وبدأت تدون فيها كل ما تعرفه عن نفسها عن ما تستطيع أن تفعل وما لا تستطيع أن تفعل ، عن هواياتها ، عن ماضيها ، عن مجتمعها ، عن ما تحلم به لمستقبلها ، عن ما تطمح فى الوصول إليه فى حياتها .فرغت فى ملئ الاوراق ، بدون تفكير إتجهت الى المرآة .... ترددت قبل ان تصل إليها لكنها نظرت الى الاوراق وقررت ان تنظر الى المرآة .... إنفطر قلبها طرباً وتهللت أساريرها عندما وجدت عيناها وقد بدأت فى ان تصبح فى الرآة مثل الحقيقة لكن ما زال وجهها ليس لها ، عادت نظرة الآسى لكن مع شعور لم تعتد عليه من قبل عندما حملت أوراقها بين يدها ، فضمتها كأنها تضم وليدها .. بل هو اغلى من وليدها فبين طيات تلك الاوراق تكمن " هى " . شعرت ان بين سطور هذه الأوراق طريق النجاة من مرآتها ومن حياتها التى هيا بلا معنى أو شكل دون هذا الشكل الدميم الذى بالمرآة .
دون أن يدرى " هو " أخد يفكر فى كل من حوله ، فى من يمتلك سيارة أعطاها له والده يفعل بها ما يشاء دون اهتمام . من يمتلك نقوداً تعطيها له والدته دون حساب وفى من له وظيفه أتت له عن طريق وساطه دون ان يكون كفء لهذه الوظيفة أو مؤهل لها ، وكيف ان حالهم اسعد من حاله وكيف انهم ينعمون فى حياة مرفهة وهم ليسوا بصانعيها بل ان تلك الحياة أتت إليهم دون جد وتعب وعرق فلما هو لا ؟؟لما بعد هذا يرى نفسه بهذه الطريقة ؟ لما ليس هناك عدل فى تقسيم ثروات الحياة ؟ قرر ان يواجه ذلك الظلم الذى يراه وان يخرج من عزلته ليأخد ما يراه من حقه دون النظر انه ملكه أم لا .إندفع خارجا من غرفته متجهاً الى الشارع ، لا يعلم الى أين يتجه ، كانت على وجهة كل ملامح الغضب والكراهية لكل شئ . جم ما كان يفكر فيه هوا ان يحصل على كل شئ مهما كلفه ذلك . لم يدرك ان الساعه قد قاربت الخامسة صباحاً وان لا احد فى الشارع غيره فزاده هذا غضباً على غضبه اخد يجرى ويجرى حتى استطدمت قدامه بحجر فوقع على الارض لكنه لم يقوى على الوقوف ثانياً فلقد أثقلت الدموع وجنتيه فلم يستطيع ان يقف ليرى نفسه هكذا
كان هذا مع مرور منصور وهو ذاهب الى المسجد لصلاة الفجر فتوجه إليه سريعاً ليساعده على النهوض لكنه فوجئ ان " هو " ينهره على هذا ويقول له لا أريد مساعدتك ! لا أريد مساعده من احد ! ولسوف آخد كل شئ دون مساعدة أحد ! هدئ منصور من روعه وقال له حسناً من حقك ان تأخد كل شئ تريده لكن هل تعرف ماذا قد يحدث لك بعد ذلك ؟ تفاجئ " هو " بالسؤال الموجه إليه وقال له ماذا تقصد ؟قال له منصور استمع على قصه هذا الرجل وبعدها اذهب حيث تريد ان تذهب ، رد عليه " هو " اتركنة وشأنى فلا سبيل لى بالإستماع الى نصائح من أحد !! فقال له منصور ومن قال إنها نصيحة إنها قصة خذ منها ما شئت واترك منها ما تريد .وافق " هو "أن يستمع الى منصور بعد ما أقنع نفسه ان هذا الرجل لا يقدم له نصيحة وأن له حرية إختيار ما يريد مما سيقول .قال منصور ذات يوم أحد الملوك الأثرياء أصحاب الثروات اللتى لا تعد ، جمع شعبه وخطب فيهم ان مايريد اى شئ من خزانتى فليأخدها ولن يرد احد عن ما يسأله مهما كبر ومهما عظم شأن ما يسأل ، ذهب الناس جميعاً الى أبواب خزائن هذا الملك وبدأ كل شخص فى طلب ما يحلو له من نقود وثروات . وجاء رجل الى باب احدى الخزائن وطلب دينارين ! فتعجب مسئول الخزينة وقال له اطلب ما تشاء يا رجل فقال له دينارين ! فقال له المسئول أجننت يارجل الناس تطلب بالمئات ومنهم من طلب الألف من الدنانير وانت تطلب دينارين ؟ فقال له الرجل أستطعينى أم أنصرف ؟ فقال له المسئول لك ما شئت ، وأعطاه الدينارين وانصرف الرجل .بعد ثلاثة أعوام دعا الملك شعبه واحضر قطعة من الحديد واشعل اسفلها حتى احمرت من إرتفاع درجه حرارتها وجعل فرداً فرداً يقف عليها ويقول ماذا فعل بكل دينار أخده !!! فظل الناس تقف على الحديد الساخن وهى تتألم من شدة حرارة الحديد وتقول ما فعلت فمنهم من قضى ساعه ومنهم من قضى يوماً كاملا فوق الحديد الى أن جاء دور الرجل الذى اخد دينارين فصعد على الحديد وقال بدينار خبز ودينار عسل ونزل من على الحديد المحمر من حرارته
رتب منصور على كتف " هو " وقال له انتهت مما اريد ان اقوله لك وليس لى فيها نصيحه لك او اوامر لتنفذها بل لى فيها لك ان تأخد منها ما تريده وما تقدر ان تحمله .وترك منصور " هو " وهو على وجهة ما على وجهوه الكثير مما يقرأ هذه السطور ، مابين من لايعرف معنى لما يقل وبين من يعرف المعنى ويريد ان يتجاهل ما عرفه
أخذ " هو " نفس عميق وأخد يفكر في ما كان ينوى ان يفعل منذ قليل ! وفيما أراد ان يأخد ! وسأل نفسه ماذا أريد ؟ وماذا اقدر ان احمل ؟ وماذا عساى أن أفعل لما سوف آخده ؟ وكيف لى هذا ؟ وما الطريق الى ذلك ؟أحس " هو " أنه يرى نفسه بطريقه مختلفة فهو يسأل ماذا سأفعل لأحقق ما أريد وليس ماذا أريد دون أفعل شئ ؟ لاحظ لمعان فى الارض ناتج عن بقعة مياة منسكبة فمد إليها يده ليجد أنه رأى يده فى الماء فقرب وجهه عسى أن يرى نفسه لكنه لم يرها فقط يده هى ما تظهر فعلم انه بدأ أن يصبح إنسان وأن أول ما يجب عليه عمله ان يستعمل ما ظهر منه ان يستعمل يده فى ان يكون " هو " وأن يوجه مشاعره الى ذلك بدل ان يستعملها فى الحقد على غيره . أن يستعمل يدة لتبنى بدل من تهدم .. لكن ظل السؤال كيف ؟
إنتهت قصتى بجزئيها وما يتخلل الجزئين من حياة من قدر فعلاً ان يصبح إنسان ، وكيف استطاع ان يترك ورائه فراغاً قد يظل كثيرا حتى يأتى من يقدر على ملئه ، فمنصور ليست فقط والدى ومعلمى لكنه إنسان قلما تجده فى حياة مليئة بأناس هم فى الحقيقة بسراب او ليس لهم وجهوه بشر
قد يظن البعض ان القصه ستنتهى عندما يعود هو وهى الى الحياة . لكن اسمحوا لى انى انهى القصة كما علمنى والدى منصور . فهو فقط علمنى قرأة علامات الطريق لكن علّى ان اختار اى طريق سأسلك . هكذا أنت وأنتى وأنا

الجمعة، مايو 19، 2006

عاش منصور ومات منصور

كان المفروض اكمل موضوع هو وهى لكن لقيت قبل ما اقول هما ازاى عدلوا شكلهم تانى فى المرايا حبيت اجيب لكم مثل على حد فعلاً قدر يكون انسان قدام نفسه فى المريا مش مجرد سراب او مسخ دميم .
دورت كتير على ناس كتير وفكرت فى اكثر من واحد بس لقيت ان افضل شخصية أقدر إنى أقدم تجربتها هيا شخصية قريبة منى جدا وأثرت فيا كتير وأثرت فى طريقة تفكيرى وفى حياتى كلها ، وللأسف لقيت ان فى ناس كتير بتفتقد دور الشخصية دى فى حياتها لكن من خلال التجربة اللى هقولكم عليها هتقدرو تعرفوا ان دور الشخصيات دى فى حياتنا ممكن يكون عامل مؤثر بس عدم مشاركته ما يمنعش انه يبقى عامل حافز مش اكتر وما ينفعش انه يبقى شماعة بتتعلق عليها أخطائنا . قررت اعرض تجربة اعتبرها تجربة فريده من نوعها لكنها موجوده بس مش واخده حقها
التجربة اللى هاعرضها عليكم صدقونى بعرضها من غير تحيز ولا تضخيم للأحداث اللى فيها هيا الحقيقة كاملة .
منصور عاش منصور ومات منصور
ولد منصور فى قرية صغيرة فى صعيد مصر وكان ولد وحيد لأب وأم لا يعرفون القرآة والكتابة ولديهم قطعة ارض صغيرة يزرع فيها الاب وتشاركه الأم فى بعض الأعمال البسيطة كعادة الزوجة فى المجتمعات الريفية . قرر الزوج ترك قطعة الأرض والريف بأكملة والذهاب الى المدينة ( القاهرة ) حيث المدينة وأضوائها وإماكنية الوصول الى حياة افضل بشكل اسرع ، وهذا كل ما سيطر على تفكير والد منصور فى هذه الفترة
قررت والد منصور الرحيل ومنصور ما زال فى المرحلة الاعدادية وانصاع منصور لأوامر والده وقرر ترك ما له وما عليه فى الارض الطيبة والناس الطيبين والذهاب حيث مدينة الأنوار والنور
نزل والد منصور الى القاهرة عند احد اقاربة وبدأ فى البحث عن عمل . وبما انه لا يستطيع القرأة والكتابة إتجه الى الاعمال القائمة باليد كمساعد عامل بناء يرفع مكونات البناء من مكان الى آخر . ولما كان مكان العمل بعيد عن مكان إقامة والد منصور قرر والد منصور اللجوء الى سكن آخر يكون قليل التكلفة يمكن الاسرة من العيش
فلجأ الى غرفة من الحديد فى مكان قريب من مكان العمل . ولما كانت الغرفة من الصفيح عندما يهطل المطر لا يستطيع احد ان ينام من صوت نقرات المياة على الصفيح ورفع ما ينزل من المياة عبر ثقوب الغرفة العلوية . وظل منصور يفكر فى حالة وحال أسرته وكيف كان يعيش وسط بيت به غرفة خاصة وأرض يملكها والده يلعب فيها مع اصدقائة بعد انتهاء اعمالة مع والده كيف انهار كل هذا تحت مزاعم حلم حياة أفضل . وصل منصور الى السنة النهائية فى المرحلة الاعدادية وبدأت الأسرة تتحمل فوق ما تحتمل من اجل توفير فرصه تعليم لهذا الأبن الذى لا ذنب له فى ما قرره الأب من اجل الاسرة
فكر منصور فى اللحاق بالثانوية العامة لكن من أين لإسرته القليلة الموارد فى اللحاق بتكلفة الدراسة فيها وفكر كيف يغير من حاله وحال اسرته ؟ كيف يعمل شئ لنفسه بنفسه لإن لا أحد غير الله يقف بجواره ؟ كيف يصبح إنسان ؟!!!! فكر كثيراً ومع صعوبة ظروف الحياه بدأ يفكر أكثر وأكثر وأخذ الإرتقاء بحياته وحياة والدية هدف له ليعمل من أجله
حدد هدفه فى الحياة وهو ان يصبح مهندس لكن من أين له بهذا فهو صعب المنال ويحتاج الى الكثير من الجهد والمال لتحقيقه ؟ قرر ان يلتحق بالمدارس الفنية الصناعية ويجتهد فى ان يصل من خلالها الى كلية الهندسة مباشرة . لكن كيف ؟
قرر ان يضاعف اوقات مذاكرته ولكنهم لا يمتلكون الكهرباء ويعيشون على ( لمبة جاز ) فقرر ان يذهب ويذاكر دروسه تحت أنوار أعمدة الشوارع ليوفر على اسرته تكلفة الجاز فوق ما يتحملوه وبدأ فى توفير نقود المواصلات ليفى بإحتياجات المدرسة الفنية من متطلبات وبدأ فى المشى من المنزل حتى المدرسة ( حوالى 6 كيلو متر ذهاب وعودة ) يوميا حوالى ساعتين ذهابا وإياباً حتى يستطيع تكملة دراسته . نجح منصور فى اخد الشهادة الثانوية الصناعية بتفوق وإلتحق بكليه الهندسة وانتقل والد منصور للعمل فى إحدى المصانع ليعمل بها فاعل ( يرفع الأشياء فى المصنع ) . علم منصور انه لا سبيل للمضى فى الكلية بدون عمل لإن مصاريف الكليه باهظة بالنسبة لحالته المادية فقرر فور الالتحاق بالكلية ان يعمل وبدأ العمل مع والده فى المصنع كفاعل ايضا لكنه اكتشف ان لامجال له فى هذا العمل المضنى فى الجهد لكنه استمر حتى يجد عمل آخر ومع نهاية العالم الدراسى الأول وجد عمل مع احد المقاولين ككتاب له يدون دفتر اليومية له ومع مرور أعوام الدراسة قرر المقاول الاستفادة منه مهندس كهرباء وجعله مساعد مهندس فى ملاحظة العمال ومضت السنون بطيئة مجهدة صعبة يتلاحم فيها الليل مع النهار تلتصق قطرات العرق من العمل بحبر القلم وهو يذاكر . تقاسم رغيف العيش مع اسرته التى لم تدخر جهد فى سبيل رؤية ابنها يواصل الطريق الى حلمه ليكون انسان
وحان الوقت لتبدأ رحلة جنى الثمار ، ثمار العرق والكفاح المضنى من اجل هدف محدد وطموح جارف وتخرج منصور من كلية الهندسة بتقدير جيد جدا ، وجاء تكليف العمل الخاص به ليعمل مدرس فى احدى المدارس الفنية لتخصصه فى اسوان ، فرحة غامرة ودموع تعنى الكثير واحضان تحمل فى طياتها كلام لا ينطق لكنه يصل الى القلب مباشرة . قبل منصور يد والده ودمعت عيناه وهو يريه ورقة التعيين أخدها والده وبدأ فى تأملها فهو لا يعرف القرأة لكنه يعرف ان بين طياتها تحقق حلم إبنه فى ان يصبح ما أرد ان يصبحه فأختلطت كل المشاعر المتضاده لتحمل كلمة مبروك
بدأ منصور فى العمل والتحق بعد مرور سنوات التكليف بإحدى المصانع الكبرى بمرتب شهرى عالى وبدأ منصور فى تعديل إسرته فأراح والده عن العمل نهائياً وتكلف بأسرته نهائياً وبدأ فى السفر الى الخارج فى دورات تدريبية تابعه للمصنع وعندما كان يرجع يأخد والديه الى أداء فريضة الحج والعمرة وتزوج منصور وتوفى والده بعد رؤيته لحفيده الأول وأنجب منصور ثلاثة ابناء بعد الأول وعاش من العمر إثنان وخمسين عاماً ثم توفاه الله
ترك منصور ورائه ثروة لا تعد ولا تحصى فهى ليست ثروة مال ولا املاك ولا أطيان بل ثروة عقول وفكر . ترك لأولاده منهج وطريقة كيف يعيشون منصورين ، كيف يتحدوا أنفسهم ، كيف يجدوا طريق وهدف ، كيف ينحتون الصخر ليخرجوا لوحات الحياة ، علمهم كيف يكونون أفضل منه فى كل شئ .. كيف يؤمنون بالله وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا
علمنى والدى منصوركيف أعيش منصور لأكون عايش منصور

الجمعة، مايو 12، 2006

هو وهى وصورتهم فى المرآة

إثارة، متعة، تشويق ) الجزء الأول )
هو :- يفتح باب الشقة الساعة 2 صباحاً بشويش علشان محدش يستيقظ وخصوصا والده لإنه كالعادة وبكل سعادة هيديلة شوية كلام فى الصميم .
يدخل إلى غرفته بنجاح من غير ما حد ياخد باله يمشى على أطراف اصابعه فى غرفته ويغلق الباب ورائه . يتنفس الصعداء والنزلاء لأن المهمة تمت بنجاح .
يعدى من امام المرآية متجه على الدولاب لتغير ملابسة ، ياخد باله ان فى حاجه غربية بس فى المراية، يطنش ويغير ملابسة بسرعه قبل ما حد يدخل عليه فجأة او اخوه يصحى من النوم ويظبته. يخلص الموضوع ويفكر فى الحاجه الغريبة اللى شافها فى المراية ويحاول يفتكر آخر مره عمل فيها دماغ شمكان اتوبيس بيطلع دخانه داخل الاتوبيس مش خارجه . لقى انه من فترة كبيرة واكيد مفعوله راح، يعنى هوا دلوقتى فايق يبقى إزاى يكون اللى شافه فى المرايا حقيقة . هرش فى دماغه انه يروح تانى للمراية ولا لأ .
قرر يروح يتأكد من اللى شافه فى المراية ... مشى بالراحه لحد ما وصل للمراية ووقف بص فيها لقى مصيبة سودا...........................
**************
هى :- اخيراً الفيلم خلص مع انه ممل وشافته قبل كده 10 مرات على الاقل بس عادى بقى الحياة حلوة. دخلت المطبخ لقت مالهاش نفس تعمل حاجه رحات فاتحة التلاجة جابت منها ازازة ماية وخاتدها معاها على غرفتها علشان لما تعطش ما تروحش لحد التلاجة تجيب ماية . المهم دخلت الغرفة بتاعتها حطت الازازه جنبها وراحت تبص فى المراية كالعادة وبكل سعادة قبل ما تنام افتكرت انها ما حطتش كريم اللى مش عارف آيه دا اللى بيحطوه قبل النوم عدت من قدام المراية علشان تجيب الكريم واول ما عدت جنب المراية راحت واقفة متسمرة فى الأرض .
فضلت تفتكر تأثير دماغ البصل اللى فى المطبخ ممكن يؤثر اد آيه لحد ما افتركت ان النهادرة ما عملتش اى دماغ بصل خالص ، قالت يمكن الثوم برضه لأ ، يعنى " هي " فى كامل قواها العقلية بدون اى مؤثر مطبخى قالت لنفسها لما اروح اتأكد من اللى شوفته مشيت براحه ناحية المراية واول ما بصت راحت علبة الكريم واقعة من اديها على الارض وفتحت بقها على الآخر وكانت هاترقع بالصوت الحيانى ...................
---------------------
هو :- رجع كام خطوة بسرعة لورا راح خابط فى سرير اخوه ،
اخوه صحى لقى " هو " واقف متنح. سأله مالك فى آيه؟
هو :- سأله انت شايفنى كويس ؟
اخوه قالوا آه شايفك عادى يعنى !!
هو :- قالو يعنى شايفنى شايفنى ولا كده وكده يعنى؟
اخوه قالوا آآه هوا انت ركبت الاتوبيس انهارده بس كان باين عليه مميز فعلاً !!! " هو " قاله من غير تريئة مش انت شايفنى خلاص خش نام بقى .
نام اخو " هو " وهو متأكد ان اخوه فضل فى الاتوبيس فى الاشارات فترة اكثر من اللازم ..
رجع " هو " امام المرأة ليجد نفسه كالسراب ، يستطيع ان يرى ما خلفه كأنه شايف صورة من خلال نار او فى صحراء ، بتكون شايف اللى قدامك بس مهزوز. فضل يحرك آيده قدام المراية يلاقيها برضه زى السراب راح قاعد على الكرسى وخبى وشه بإيديه ، بدأ يفكر إزاى يكون سراب مع إنه إنسان عايش بيااااااااااكل ويييييييييييششششششرب ... بدأ الكلام جوا دماغه ياخد نفس الشكل اللى قرأتوه دا الكلام بتمط وكأنه مش مقتنع بإللى بيقوله .. فضل يفكر يعنى آيه انا شاب كل اللى بعمله باكل واشرب فضل يفكر وقال لأ انا باكل واشرب و .. و ... و .... و ..... وماليش لازمة ........ رفع راسه للمراية وبص للسراب ولاقى نفسه فعلاً سراااااااااااااااااااااااااااب دفن وشه تانى جوه إيده وبدأت تنهار دموع " هو " لكنها دموع من سرااااب .
*************
هى :- لو لم تكن الساعة تجاوزت منتصف الليل بثلاث ساعات على الاقل لكانت لمت عليها امة لا إله إلا الله حطيت أديها على بقها جامد لحسن الصويت يطلع وجريت من قدام المراية وبقت فى حالة ذهول من اللى شافته فى المراية .
فضلت تفكر انا كده ازاى ؟ مش ممكن ؟ وفضلت تردد انا مش كده . انا مش كده !! رمت نفسها على السرير وحطيت وشها فى مخدتها وفضلت تعيط وتقول انا ازاى ابقى كده انا عايشة كويسة . عايشه مبسوطه .. عايشه سعيدة ... عايشه بعمل اللى انا عايزاه .... بدأت كلمة عايشه تتقال بصعوبة جدا لحد ما قالت عايشه ماليش لازمة .....!!!!! فجأة بطلت " هى " عن العياط وفضلت الكلمة تتردد فى دماغها كتير كتير لحد ما زهقت وحبت تطلع الكلمة من دماغها راحت جرى على المراية تانى علشان تخرج كلمة عايشه ماليش لزمة من دماغها راحت تشوف نفسها راحت تشوف " المسخ " .
--------------------
فضل " هو " يفكر فى حقيقة نفسه وزاى وصل لكدة وزاى خلاص مابقاش ليه وجود قدام اهم الناس فى الدنيا ، قدام نفسه .
كل اللى حوالية هيقدروا يشوفوه إلا هوا وفضل يفكر هيشوف نفسه ازاى ؟ هيواجه حقيقته ازاى ؟ كل الناس هيقدرو يشفوه من برة ومحدش هيقدر يشوفه من جوه ..
وقفت دماغ " هو " شوية وقال طب ما طول عمر الناس بتشوفنى من برة بس !! محدش قادر انه يشوف الانسان اللى جوايا !!
محدش قدر انه يحس بإللى انا حاسس بيه !!
آيه اللى هيتغير ؟ ولا حاجه انا اطنش عادى جدا ولا كأن فى حاجه واكمل حياتى كده ؟!؟!
قام " هو " ووقف قدام المراية وقال وآيه يعنى آيه الجديد سراب سراب بس اعيش . وراح على سريره وحاول ينام ... فضل يبص على إيده ورجله وبطنه ويلمس دماغه ويقول انا موجود، انا موجود ، بس اكتشف انه مش سامع نفسه راح مزعق وقال انا موجود يا عااااااااااالم .
اخو " هو " راح قايم وقاله الله يحرق الاتوبيس على بيركب الاتوبيس عايز انام ياعم موجود انت . " هو " قاله انت سمعتنى ؟ اخوه قاله حلو قوى كده يبقى انت ركبت الاتوبيس من اول الخط لحد آخر لإنك عامل دماغ جامده جداً .
"هو" تجاهل كلام اخوه وفضل يبص عليه لحد ما راح حاطط المخده فوق دماغه علامة على تجاهل " هو " تماماً .
" هو " اقتنع ان المشكلة بقت فيه انه ماقدرش يسمع نفسه لما قال انه موجود لإنه فعلا مش موجود . مالوش لزمة فى الحياة . موجود وخلاص كأنه مجرد واجب بيقوم بيه فى الحياه انه يصحى من النوم ياكل ويدور على اى حاجه تضيع الوقت لحد ما ياكل تانى وينزل يعمل اى حاجه علشان ياكل تالت ويطلع البيت ينام ، وهكذا الحياة كل يوم بنفس الكربون من اليوم اللى قابله واليوم اللى هيطلع عليه .
" هو " فضل يقول طب انا هفضل كده لحد امتى ؟ هفضل سراب لحد امتى ؟ هفضل مكبر طالما الناس شايفانى انى كويس لحد امتى ؟
هفوق علشان انا اشوف نفسى امتى ؟ لحد امتى ؟ لحد امتااااااااااااا ؟ قالها بصوت عالى ولقى انه سمع نفسه ، واخوه راح قام ناظر له نظرة حرام عليك بالشكمان اللى طلع عينينا دا وسابله الغرفه وراح ينام فى الصالون .
**************
" هى " اول ما شافت المسخ مرة تانية ما جريتش على السرير ولا فكرت ترقع بالصوت !!!
بالعكس قربت من المراية قوى وبدأت تبص جامد على اللى شايفاه كأنها عارفه مين اللى فى المرايا ! كأنها شبه اللى فى المراية فعلاً !
كأنها " هى " بالظبط . حطيت كرسى قريب من المرايا وفضلت عنيها على المراية وبدأت تتكلم كأنها بتكلم نفسها اللى فى المرايا .....
"هى " انا عايشة ليه ؟ اكيد مش علشان اقوم من النوم اشوف ورايا آيه فى البيت وافتح الراديو واسمع اغانى وانا بشتغل فى البيت وبعدين آكل وادور ايه اللى شغال فى التليفزيون وبعدين اقوم تانى على شغل البيت واخلصه واخرج اعمل اى حاجه وارجع اشوف ورايا آيه فى البيت وآكل واتفرج على التليفزيون وافضل افكر قبل ما انام فى اللى بحلم بيه واحس انى مش هقدر اطوله واحس بدموعى نازله من غير ما اشعر .
كل يوم اصحى من النوم على نفس الموال ويمكن نفس الكلام اللى بيتقال هوا هوا ونفس الحاجات اللى بشوفها هيا هيا ويمكن نفس الشخصيات اللى بقابلهم هما هما كربون من كل حاجه وفى كل حاجة حتى ماما وبابا نفس الكلام اللى بيقوله مش بيتغير ، بقت الحياة مملة وكئيبة من غير هدف ومعنى وحافز بقت فعلا شكل المسخ اللى " هى " شايفاه فى المراية .
فجأة حاسيت ان المسخ دا شكله مش وحش وإنه مألوف ليها لإنه فيه شبه كبير من الحياة اللى عايشاها .
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
الجزء الثانى الجمعة القادمة إن شاء الله لو كان عايش عايش

الجمعة، مايو 05، 2006

الحجاب بين الرجل الجنسى وتحضر المرأة

فرضت قضية الحجاب مجددا تساؤلات عديدة فى الأونة الأخيرة حول فرضيتها وأسبابها ويدعى البعض انه حان الوقت لخلع حجاب المرأة لأنه لا مبرر لإرتدائه ....هناك من يدعى انا المرأة بدون حجاب تثير شهوة الرجال وأن الحل هو الحجاب ؟؟؟
بأى عقل استخدموا هذا المعيار وهذه الطريقة فى التفكير ؟؟ هل الرجال مجرد وعاء جنسى متحرك ومتحفز للإنقضاض ؟ هل هذه هى وجهة نظر العالم لنا كرجال شرقيين ؟
هناك من يقول ان الحجاب ليس من سمات التمدن والحضارة ؟ والحجاب تأخر ورجعية الى عصور انقضت ولا حاجة لنساء بإرتدائة الأن ؟؟؟؟
اسمحولى لى ان اعرض وجهة نظرى الخاصة فى فرضية الحجاب للمرأة المسلمة واسبابه :-أعز الله خلقه جميعا من البشر وخص أمة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بخصوصيات لم تكن للأمم السابقة ومنها الحجاب لأهمية المرأة فى الإسلام
إذا امتلكت احدى النساء قطعة من المجوهرات الغالية والنادرة فماذا ستفعل بها ؟ هل سوف ترتديها أمام كافة الناس ؟ لأ أعتقد .. بل ستخص بها فئة قليلة من الناس من يراها ويقدر قيمتها .... لكن إن امتلكت قطعة نادرة جدا من اغلى وأندر قطعة مجوهرات فى العالم فماذا تفعل بها ؟؟ستحتفظ بها من مكان امين جدا ولا تدع اى شخص يراها إلا من تختاره على انه امين لكى يرى ويشاركها اندر واغلى شئ تمتلكه
هكذا عامل رب العزة نساء المسلمين كأغلى وأندر من اى شئ آخر وجمالها لا يمكن ان يشارك فيه من يستحق ومن لا يستحق حتى النظر إليه .. فإن كان الله عز وجل خص نساء المسلمين بهذه الصفة التى لم تكن لنساء غيرهن على مدار التاريخ وهن يفرطن فى هذه الهدية بل يتعبرونها تخلف ورجعية ولا علاقة لها بالدين .وهناك من يقولن ان الحجاب شئ والتدين شئ آخر وانه ليس من الضرورى ان تكون المحجبة ملتزمه والغير محجبة غير ملتزمه ... هذا ليس هو المنطق فإن كان الله عامل النساء المسلمات كأغلى من كل جواهر الدنيا فكيف يرضين على أنفسهن ما هو أقل من هذا بكثير ؟؟