الأحد، فبراير 13، 2011

فروق السرعات

أكبر مشكلة كانت ومازالت وربنا يستر ولا تستمر بالنسبالى هى السرعة بشكل عام.
بحب أفكر بسرعة وآكل بسرعة وأحب أنفذ أفكارى بسرعة. بس الظاهر انى ماطلعتش لوحدى فى الموضوع ده.
مشكلة النظام السابق انه كان أبطئ من الشعب بكتيييير، الناس بتتحرك بسرعة وهما لأ. الناس بتقرر بسرعة وهما بيقرروا فى سنة. وإحتمال كبير ده يفضل موجود لحد ما تتوحد السرعات.
الجيش بيفكر بالراااااااااااحه وعلى أقل من مهله، وده حقه لإن الغلطه عنده بفوره. أشباه الأحزاب الموجوده بتحاول تركب نيتروجين فى عربيتها علشان تلحق بصاروخ الثورة. لكن للأسف نسيو انهم راكبين خنفساء لا تصلح لتركيب موتور فيات 28 فيها.
مواتير الشباب بدأت فى الدوران بقوة، لكن للأسف مافيش طريق مرسوم للسباق أصلاً لحد دلوقتى. فنلاقى لسه فى ناس فى التحرير معتصمه بقناعة لحين تلبية بقية المطالب، لكن فى ناس معتصمة بس للمشاركة لكن مش بنفس القناعة.
مستحيل نتحول اننا كلنا نبقى نفس الشخص، أو كل الناس تقتنع بنفس الفكرة، ومش ده المطلوب اساساً. لإن ببساطة هى دى دولة الأفراد اللى اتبقلشنا فيها. إنما دولة المؤسسات قائمة اصلا على تعدد وإختلاف الأراء. لكن الوحدة فى التنفيذ قائم على كل الناس المؤيدين أو المعارضين للفكرة.
فى رأيى الشخصى ان الاعتصام الاساسى كان الهدف منه إسقاط النظام بإسقاط رأس النظام. وإن لا تفاوض قبل رحيل المسئول الأول عن النظام. بعد كده نبدأ نتحاور على كيفية تنفيذ باقى المطالب المشروعة لكل الناس.
طيب باقى المطالب الأساسية هى على حد معلوماتى :-
1- الإفراج الكامل عن كافة المعتقلين السياسين والمعتقلين بأسباب إبداء رأى ما سواء فى الفترة السابقة او بشكل عام.
2- حل مجلسى الشعب والشورى وكافة المجالس المحلية.
3- إنهاء العمل بقانون الطوارئ.
4- حل الحكومة وتعيين حكومة إنتقالية.
5- تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد.
لوز جدا المطالب دى، إنما دلوقتى ده وقت اننا نبدأ نشكل مننا فرق عمل لتحقيق المطالب دى وغيرها، لإن ببساطه خلاص مافيش بابا اللى بنروح نبوس إيده علشان يعمل لنا حاجه. إحنا اللى هنعمل واللى هنعمله ممكن يبدا بـ :-
- لجنة تعمل بالتنسيق مع كافة الجهات الحقوقية التى لديها أسماء وبيانات المعتقلين، للبحث أولا عنهم والتأكد من أماكن إعتقالهم، وتحديد المفقودين من المعتقلين.
- بدء وضع خطط وتصورات للعملية الإنتخابية ، والتعاون مع جهات وهيئات المجتمع المدنى لضمان نزاهة ومراقبة الإنتخابات.
- عرض تصورات للقوات المسلحة ( بما إنها الجهة المسلم إليها السلطات ) فى كيفية نشر قوات الشرطة الداخلية وتحديد ضوابط عملها حتى يستقر الأمن.
- سواء الحكومة الحالية او الحكومة الإنتقالية المؤقته لن يكون بيدهم إتخاذ قرارت سيادية فى تغيير نظم وإطارات العمل الحالى ، لحين الإنتهاء من الدستور والإنتخابات الرئاسية والتشريعية التى ستقوم بالعمل الرقابى عليها. فخطوة حل الحكومة الأن لن تضيف أو تحذف شئ فى المشهد السياسى.
- موضوع الدستور ده جامد جداً، بس دورنا فيه هو فى البداية نحط إحتياجتنا ليه فى مكان مفتوح للجميع ( جروب مثلاً على الفيس بوك ) ومناقشة المقترحات دى وبعدين لما اللى بيعملوه يخلصو نروح علشان التصويت عليه.
النظام مشى وساب وراه خرابه كبيييييييييييييرة من فساد وإفساد تقريبا فى كل حاجة. بس ده ماينفيش اننا كنا جزء من النظام ده. جزء منه بسلبيتنا وسكوتنا وإتجاهنا لنظرية القطيع ( اللى يعمل حاجه وتنجح كل الناس تقلده ) و ورفع شعار وترك آخرون لتحقيق هذا الشعار و الدخول فى روتين الحياة بتقلنا كله علشان نريح دماغنا.
كلنا لازم نسقط النظام اللى جوانا زى ما أسقطنا النظام اللى فوقنا.
أثبتنا بالدليل القاطع ان اى حد هيشتغلنا ويعمل فيها انه هو بابا وكلنا عياله هيروح يشتى فى شرم ويرحل. ناقص اننا نثبت اننا كمان نقدر نحقق طلباتنا بنفسنا مش نطالب حد بيها وانه يعمل فيها كل حاجة.
عاشت مصر أحسن بلد فى الدنيا بدون فروق السرعات.

الثلاثاء، فبراير 08، 2011

أما بعد

الأحداث بدأت تهدأ أنفاسها وتكاد أن تنتظم وتيرتها ، بعد أن كانت تلهث التحليلات ومحاولة رصد الأحداث كمن يحاول ان يلاحق ظل الطائرة على الأرض بسيارة.
حلقت طائرة الثورة من قلب مصر. وبدأت محركاتها تدور بوقود من دم شباب مصر الخالص. مروراً على ممر من فوارغ الطلقات وعبوات القنابل وعجلات المدرعات وهروات السجانين.
حلقت طائرة الثورة فوق الجميع، وعلى متن تلك الطائرة أرواح من عبروا بوابات الخوف والقهر والظلم. شاهد تلك الطائرة ملايين من الشعب المصرى، ينظرون الى ظلها على الأرض وماذا تمر عليه.
ينظر إلينا الشهداء من نوافذ الطائرة ليرو السحابة السوداء التى عمت أرجاء مصر كلها. سحابة من الفساد التى تظلل كافة أنجاء المعمورة.
فساد من أطلقو المساجين ليشيعوا فى الأرض فساداً. فساد من نهبو خير مصر لعقود طويلة. فساد إعلام حرض الناس على الأحرار ولوثوا شرفهم بوصمهم بعار الخيانة والتآمر على حب مصر. فساد التفاوض والمقايضة على حرية شعب بفتات حرية و محاكمات شكلية عن القرابين التى يقدموها للشعب فى مقابل بقائهم لصنع قرابين جديدة.
مرت الطائرة على القصر الرئاسى، لتشاهد من فيه متمسك بالبقاء بداخله بأى ثمن، بأى مسمى ، بأى طريقة ، بأى تضحية. لكن بماذا هم حقاً متمسكون بداخل هذا القصر؟
هناك من يقول انهم متمسكون بالنهاية المشرفة لحكمهم، وتقديراً وعرفان لما قدموه لهذا الشعب من ..........
هناك من يقول ان الضمانه التى أصبحت فى يدنا هى الخروج مجدداً للشارع فى حال عدم الرضا عن ما سيفعلوه!
ألديكم ما يكفى من طائرات تحلق فوق رؤوسنا بشهداء جدد؟ ألهذا الحد لا يصنع فارق وقوف طائرة الشهداء فوق رؤوسنا مدى الحياة؟ ألهذا الحد دم شهدائنا أصبح شفافاً لا يراه أحد ؟
ماذا يربطتنا بهؤلاء الشهداء لكى نتذكرهم ؟ ماذا يربطنى بـ أحمد بسيونى و مصطفى الصاوى و كريم بنونة و سيف الله مصطفى و محمد محروس و سالى زهران و إسلام محمد و محمد عبد المنعم و أحمد إيهاب و محمد عماد و حسين طة و أكثر من 300 شهيد آخر ؟
هم أخى وأختى
هم أساتذى ومعلمى
هم شيخى وقسيسى
هم أبى وأمى
هم إبنى وإبنتى
هم عينى وقلبى
هم روحى و عقلى
هم سمعى وبصرى
هم فوق رأسى وعنقى
هم حارسى و رئيسى
هم صوتى وقلمى
هم من وهبوا حياتهم وضحوا بكل ما يمكلون
هم من هبوا لنداء وطن يحتضر
هم من أرادوا ان يعلمو أولادهم وذوي
هم وشعبهم وكافة سكان الأرض أن الحرية لا تمنح ولكنها تؤخذ
هم من رسموا لوحة لا تمحى معالمها
هم من روت بدمائهم جفاف قلوبنا
هم من سيعيشون بيننا أكثر منا
هم من أرادو ان نعيش واقع رسموه بأحلامهم
هم من عجزت الكلمات ان تصفهم وعجز الدمع ان يوفيهم حقهم وعجز القلب ان يخفق بعدد تضحياتهم وعجز القلم عن كتابة أحلامهم وعجز اللسان عن شكرهم وعجز ا
لشعب فى تخليد ذكراهم إلا بمحاسبة من إغتالهم ورحيل من حكهم وحكم عليهم بالموت مقابل بقائه شاهدا على قبورهم بأنه عجر عن تكميم أفواههم وكبح جماح أحلامهم إلا بقتلهم.
دمائكم بيننا وبينهم ، أرواحكم شاهدة على يوم رحيلهم القريب ومحاسبتهم القاسية.
أما بعد
يسقط يسقط حسنى مبارك


الأحد، فبراير 06، 2011

هشتكنا وبشتكنا يا ريس

منذ بدء الثورة تفضل رئيس الجمهورية بقرارت و خطوات، نظر اليها الكثير انها قرارت تاريخية وعظيمة ، وأنها قرارت جاءت كأثر إيجابى وأحد إنجازات الثورة.
لكن ماذا قدم ومن إستفاد ومن طالب بتلك القرارت؟؟

* أول قرار لرئيس الجمهورية هو فرض حظر التجول.
قدم الرئيس من هذا القرار الشرعية القانونية للجيش بقتل المتظاهرين وليس حمياتهم. فالجيش لم ينزل الشارع يوم الجمعة 28 يناير الساعه 5:30 مساءاً لحماية المتظاهرين بل لحماية مبنى التليفزيون لعدم إنهيار الرئيس ممثلاً فى منبره الوحيد أمام ثورة الغضب.
إستفاد النظام من هذا القرار بإنهاك الناس فى الشارع بإغلاق كافة المنافد وشل الحركة لعدم زيادة المتظاهرين. ثم الضغط على الشعب فى إفقاده الشعور بالأمن وطلبه رغم حظر التجول النزول الى الشارع لحمايه ممتلكاتهم.

* أول قرار لرئيس الجمهورية هو إستقالة الحكومة.
قدم من هذا القرار أول قربان للغاضبين من الشغب. ضحى بالحكومة ومن فيها أمام الشعب. وحملها مسئولية ما آلت إليه أحوال الشعب.
من قال او طالب او ألمح الى أن الناس فى الشارع تريد إسقاط الحكومة؟ أو الى تقديم القرابين لكى نقدر النعيم الذى كان يعتقد اننا نعيش فيه؟ او الى أن تغيير الحكومة هو تغيير للنظام القائم على الفساد ؟ أو الى ان الحكومة جاءات بقرار من شخص هلامى آخر غير الرئيس، وبالتبعية فشل الحكومة يتحمله هذا الهلامى ولا يتحمله الرئيس!
* ثانى خطوة أقدم عليها الرئيس هى تعيين نائب لرئيس الجمهورية.
قدم من هذا القرار اولى خطوات بناء سياسة النفس الطويل مع الثورة. فإيجاد عدة صفوف تدعو الى الحوار يطيل من ذلك الحوار الى الحد الأقصى. فالنائب يدعو للحوار فيتحدث الى فئة ليست موجودة فى الشارع لكسب المزيد من الوقت والضغط على المتظاهرين. ثم ماذا بعد الحوار؟ الوصول الى مطالب ، تعرض هذه المطالب على آخرون ثم ماذا بعد؟ تعرض على الرئيس ليوافق او يرفض!! وهكذا تدور العجلة على نفس النغمة.
إن الرئيس أراد حوار إصلاحى حقيقى لكان هذا الحوار معه مباشرة دون وسطاء تحت اى مسمى، للوصول الى حلول سريعة جذرية تصب فى مصلحة الشعب كافة.
* ثالث قرار قام به الرئيس تشكيل الحكومة الجديدة.
قدم من هذا القرار بعض الوجوه الجديدة لمحاولة كسب التأييد فى الشارع المصرى. وإيجاد خطوات عملية لما يسميه الإصلاح الذى نادت به الثورة. ومحاولة المضى قدماً فى ترسيخ النظام بدل من تغييره. فهاهو الشخص الهلامى مجددا يظهر فى الأفق، قرابين جديدة تستعد للتضحيه بها لإمتصاص اى نداءات بتغيير شامل للنظام ممثل فى رئيس هذا النظام. فليس الرئيس من يصدر قرارات حظر التجول! ليس الرئيس من يصدر تصريحات حول نزاهة الإنتخابات الأخيرة! ليس الرئيس من وعد فى بداية حكمه أنه لن يبقى غير مدتين فى الحكم ثم يترك المنصب لشخص آخر غيره! ليس الرئيس من يصدر التعليمات للتليفزيون المصرى بعرض فيلم تسجيلى وعزف بالعود وقت قتل المتظاهرين فى التحرير فجراً! ليس الرئيس كرئيس للحزب الوطنى من عين بقرار مباشر كل من استقال او أقيل من الحزب الوطنى مؤخرأ. إنه ذلك الهلامى من فعل كل هذا.
إستفاد من هذا القرار كسب المزيد من الوقت لدعوة الشعب الإنتظار لما سوف يقدمه هؤلاء الوزارء الجدد، وما سوف يتخذونه من قرارت جذرية وفعاله للتغير.
التغيير الذى نتحدث عنه يحدث مثلا فى أى فريق سواء كان رياضياً او عملياً او فنياً أو أى فريق كان هو تغيير قائد الفريق إن فشل فى تحقيق الغاية من قيادته لهذا الفريق ضمن جدول زمنى محدد. فتخيلوا فريق من السياسين والوزراء والمسئولين فشلو فشل ذريعاً على مدار ثلاثين عاماً من تحقيق أى إنجاز قومى يشعر به كافة أنجاء الشعب من تطور فى أى مجال، ويظل يغير فى المعاونين لهذا الفريق دون تغير قائد الفريق؟؟
* قرار إنسحاب قوات الأمن كافة من مصر.
لا يستطيع أحد أن يثبت أن هذا القرار صادر عن الرئيس مباشرة. لكن طالما لم نجد هذا الهلامى الذى يصدر الأوامر ولا يتحملها أحد غيره فلا أجد غير الرئيس أن أشير إليه فى تبعية هذا القرار. لإنه هو المسئول ( على حد وصفه وتعبيره ) عن الفصل بين السلطات فى مصر وترسيخ مبدأ الأمان والديمقراطية للشعب.
استفاد من هذا القرار النظام فى تفريق الناس الى نصفين بناء على إستجابتهم لمبدأ الإختيار بين ( الفوضى والإستقرار ). لكن الهلامى يشير الى أن محدث الفوضى هو نفسه من يدعى قدرته على الإستقرار بعدم فعله الفوضى. فأصبحت المقايضه الصريحة والمخزية على أمن مصر من عدم إشاعة الفوضى فيه من سحب لقوات الأمن من كافة القطاعات، بالحرية المزعومة والغير حقيقة بإستمرار إعتقال الناشطين ومحاولة فض المعتصمين بالقوة المفرطة لكن بإستخدام قناعات جديدة بنفس الأشخاص، والإستمرار فى الدعاية المخجله للنظام فى وسائل الإعلام الحكومى بكافة أشكاله المرئية والمقروئة والمسموعه بهذة الطريقة. وإستمرار المحاولات الفاشلة فى التعتيم على ما يصدر من النظام من صور القمع، بقطع الإتصالات المباشرة والغير المباشرة بكافة صورها ، ثم قطع السبل لوسائل الإعلام من تغطية الأحداث بكل الأشكال المسيئة للشعب كله. فماذا يعنى الإختيار من مغتصب لبيتك بين سرقته له او ان تدفع له ثمن المسروقات التى كان سيسرقها دون ان سرقتها ؟
فمن يعطينى الأختيار الأن بين الفوضى والإستقرار هو من فرض الفوضى ومنع عنى الإستقرار.

* قرار محاسبة ( بعض رموز ) النظام .
قدم هذا القرار للإعلان عن محاسبة الفاسدين والمقصرين فى أداء واجبهم الى هذا الشعب، لكسب المزيد من الوقت فى التحقيقات وجمع الأدله وجلسات المحاكمة التى قد تمدد الى سنوات، وتأتى نتيجتها كما جاءت فى محاكمات العبارة والقطارات والدويقة وأكياس الدم الفاسدة.
إستفاد من هذا القرار كإجراء شكلى للحيلولة دون إرتداد الجرائم التى حدث فى حق الشعب والثورة إلى رئيس ومدير النظام، لإنه لا وجود للشخص الهلامى فى مصر. تقديم وزير الداخلية السابق للمحاكمة دون الرجوع الى يوم 24 يناير حين قدم الوزير تجديد ( الولاء والطاعة ) للرئيس كما جاء فى الصحف القومية، وكأن حبيب العادلى يقوم بإعلانها صريحة للشعب ان ما سيحدث غداً هو إطاعة أوامر مباشرة من الرئيس. لإنه صاحب الأمر والنهى فى البلد، ولذلك فتقديم حبيب العادلى كمسئول عن الأحداث التى حدثت هو خطأ جسيم نقوم به حين نؤيد تلك المسائلة منفردة. لأن حبيب العادلى مجرد أحد صور الرجل الثانى، وأن ما فعله يوم 24 من إعلان ولائه وطاعته هو ورجاله للرئيس يجعله فقط شريك فى الجريمة وليس المحرض عليها. فلا يجب محاسبته فردياً عن ما حدث وعن الدماء التى أريقت، والأرواح التى أزهقت ، وعن البيوت التى تهدمت، وعن الأطفال التى أغتيلت حياتهم بموت آبائهم للتعبير عن أرائهم لمستقبل أفضل لهم.
عفوا يا سيادة الرئيس أنى أخاطبك كرئيس. فالرئيس الذى لا يتحمل مسئولية ما حدث لشعبه من قمع وقهر وظلم ،لا أعتبره رئيس دولة وإنما رئيس مجموعة ( لايشرفنى ان أنتمى إليها ) ممن هانت عليهم دماء من أستشهدو وأصيبوا وأعتقلوا وأغتصبت حقوقهم وشردت أسرهم وإقتنصت أحلامهم برصاصك تحت أمرتك وسمعك وبصرك.
وكما قال أحد من ينصبك رئيس له ( هشتكنا وبشتكنا يا ريس ، ده أنت رئيس والنعمة كويس )

الخميس، فبراير 03، 2011

ثورة 3D

دعونا نرتدى نظارة لكى نحاول رؤية الأحداث الضبابية التى تحدث.
أحد عدسات النظارة تسمى عدسة الخوف وهى ترى ما يلى :-
* أولى تداعيات الخوف التى اطلقت اطلقت على ما يسمى الرد الأمنى. ذلك الرد المتوقع حاول الأمن يوم 24 يناير ان يصدره الى كل من ينوى النزول الى الشارع اليوم التالى، وان يصدر الخوف الى هؤلاء المحتجون.
- نزل الناس وواجهوا ذلك الخوف واستطاعوا ان يواصلو مسيرتهم حتى منتصف الليل، وهنا واجهة الأمن أحد الخيارين :- مواجهة المتظاهرين وفض إعتصامهم أو تركهم للصباح. ونعلم أى منعطف إتخذوا.
- إستمر نشر الخوف من غضب الأمن ومن قوتهم ومن قدرتهم على ما قد يفعلوه فى المتظاهرين، وإستمرو فى الايام التالية لـ 25 يانير فى النزول وكسر حاجز الخوف شيئاً فشيئاً. وهنا بدأت فى الظهور نوع جديد من المتظاهرين يقومون بأعمال حرق للإطارات وقذف الأمن بالحجارة، وكانت تلك أولى محاولات ( الغير شرعية ) للمواجهة مع رجال الشرطة.
- وجاء يوم الجمعة الشهير بجمعة الغضب. وسبق هذا اليوم إستخدام مفرط لوسائل الخوف من مواجهات الأمن. ولكن كل من نزل فى هذا اليوم قرر ان يواجهه خوفه وأن ينزل الى الشارع ليطالب بحقه فى هذا البلد.
- كل ما إحتاجه هؤلاء المتظاهرون هو 4 ساعات ونصف لكى يصدروا الخوف الى كل مصادره. فماذا فعل الخوف فيمن كان يصدر الخوف للمتظاهرين؟ إختفى كل من يحمل بطاقه تنتمى الى جهاز الأمن فى مصر كلها. اختفوا بعد فرغت خزائنهم من ذخيره، بعد ان فرغت جبعاتهم من مصادر خوف للمتظاهرين، بعد ان فرغت كل خزائنهم من طرق لتفرقة المتظاهرين الأن.
- بعد هذا اليوم رجع النظام الى جبعاته ليرى فيها كيف يسيطر على الناس بالخوف؟ أطلقوا مئات الإشاعات حول قدرة الخارجين على القانون فى الشارع على هتك أعراض الناس داخل منازلهم، على قتل كل شخص فى الشارع، على سرقة كل السيارات ، على وجود أبو لهب ودعوته لترك دين محمد الجديد، فى جميع وسائل الاعلام ( المخزية ) المملوكة للدولة.
- حتى الجيش دخل متورطاً فى هذا الخوف، فقد أعلن عن حظر التجول، لكن دعى الناس الى النزول الى الشارع وحماية ممتلكاتهم. فماذا يحمى الجيش فى المقام الأول ( الشعب أم النظام )
- حظر تجول يمتد الى 17 ساعة يومياً. تصدير نوع جديد من الخوف على لقمة العيش، على اسلوب حياة لا يعرف التقييد 17 ساعة، فمتى سيعمل هؤلاء الناس؟ متى يشترون إحتياجاتهم؟ متى سينالون قسط من الراحة للإيجاد الوقت لحماية ممتلكاتهم؟
- أطلقو حملة من الخوف من المستقبل، وحصر كلمة مستقبل فى اليوم وليس غدا سواء القريب او البعيد؟ من سيحكم مصر ؟ من سيقود مصر ؟ من سيفعل ماذا ؟ أترون كيف هم مختلفون ؟ أترون كيف هم غير قادرون على حكم مجموعة من ( عشرات ) الشباب فكيف هم يحكمون شعب؟
- تصدير فكرة المؤامرة الكاملة على الشعب من كل شخص خارج مصر! وكيفيه دخول أجانب ومتأمرين من كل صوب ومن كل جانب فى العالم.
- التأثير بالأصوات المحيطة، المتظاهرين يسمعون الطائرات على إرتفاعات منخفضة جدا، الطلقات النارية المستمرة أثناء الليل فى المناطق السكنية.
- الخوف من نفاذ كافة المواد الغذائية من كافة المتاجر، مما يدفع الناس للتقاتل من أجل شراء كميات كبيرة للإسراع من إفراغ المخزونات الإستراتيجيه من سلع ومؤن.
- إطلاق حملات الخوف من قدرة النظام على فض إعتصام التحرير بكافة الطرق الإجرامية، من إطلاق بلطجية وكلاب و رصاص حى على المتظاهرين.
# كل من تلك الأمور تم نسبها الى المتظاهرين فى كافة أنحاء مصر. لكن هل هم فعلا مصدرى تلك المخاوف؟ هل هم فعلا السبب من إطلاق تلك المخاوف؟ ام ما صدّروه من خوف لدى النظام أدى الى إطلاق تلك المخاوف من النظام لمحاولة درئ تلك المخاوف عنه؟؟؟
النتيجة الوحيدة المأكدة من أهم طرق هزيمة الخوف هى مواجهته والعبور فوقه وليس تركه ليعبر فوقنا وتنكيس رؤوسنا
العدسة الثانية فى النظارة التى نرتديها هى عدسة محاولة إدراك أين نحن الأن :-
- تلك العدسة هى أهم من أن نعرف الى أين سنمضى، لإنه لا يمكن ان تعلم قدم أين تطئ حتى تعرف أين تقف أولاً.
- نحن الآن نقف على أرض عليها عدة فئات من الناس :-
* فئة تعرف انها تقدر على إحداث تغيير. هم الشباب المعتصمين فى ميدان التحرير، سقط منهم شهداء ليدركوا انهم يستطيعو إحداث تغيير فى بلد ركدت مياهه منذ ثلاثة عقود.
* فئة لا تعرف انها قادرة على إحداث أى شئ دون الإنسياق حول الأحداث. هم فئة ملموسة فى المجتمع، فئة القناة الأولى، فئة وأنا مالى ، فئة عاش الملك مات الملك ، فئة كل شئ هو مؤامرة كبيرة للحيلوله دون وصوله الى القمر، فئة أن مشروع تأمين المستقبل هو سنترال، فئة ان أفضل الوظائف هى الوظيفة الحكومية، فئة ان يحكمنا الأن قد شبع ولكن من سيأتى لاحقاً فهو جائع وسيأكل كثيرا حتى يشبع، فئة انه يفهم جيداً كل شئ من قمة التطور ( الخلاط ) حتى فتاحة الكازوزا. كل هؤلاءأخطر من النظام نفسه، وهم من يعول عليهم النظام كثيراً لإحداث ضغط على المتواجدون الأن فى ميدان التحرير حتى يرجعوا عن موقفهم.
- فئة المستفيد فى مصر. هؤلاء هم أكثر فئة متأثرة كثيراً من الأحداث، وهم من يفعلون وسيفعلون اى شئ للحيلولة دون سقوط هذا النظام. ولكن من هم المستفيدون من هذا النظام ؟
* الفاسدين الموجودون فى السلطة. السلطة فى مصر أصبحت أحد أهم أغنى وأسرع مصادر الدخل الغير المشروع للعديد من الفاسدين. فمن الموظف الشهير بالدرج المفتوح مروراً ببعض رجال الأمن آخذوا الجباية من كافة أفراد الشعب ، الى محتكرين الإقتصاد فى مصر. كلهم يدافعون وبضراوة عن هذا النظام والوقف دون سقوطه.
الأرض التى نقف عليها غاية فى التشابك والتعقيد إن رأيناها بالأعين المجردة . لكن إن رأيناها من عين مصدر الخوف ومن عين أين نحن الأن سنرى صورة ثلاثية الأبعاد عناصرها هى :-
1- تم إحراق ( بتوقيت موحد تقريبا فى كافة أنحاء البلاد ) معظم مقرات الحزب الوطنى فى مصر يوم الجمعة، تم حرق معظم مقرات الأجهزة الأمنية ، تم هدم بالعربات الثقيلة أسوار بعض السجون، تم القبض على عناصر من رجال الأمن وهم يحدثون إثارة شغب فى كافة أنحاء مصر ( فمن المستفيد؟ ومن هذا المنفذ الدقيق والسريع فى التنفيذ الى هذه الدرجة؟ )
2- المظاهرات المليونية فى مصر كانت الصورة الأقرب لتجمعهم ووقوفهم بجانب بعضهم دون حاله واحده من الشغب، او التحرش، أو القدرة على تحديد طوائف بعينها أياً كانت دينية أو حزبية أو عرقية. هو منظر الحج ، ووجه التشابه هو التوحد وراء هدف سامى، وأن الموت فى سبيل تحقيق هذا الهدف هو شرف يتمناه كل من شارك الحلم فى تحقيق هذا الهدف.
3- تم إستشهاد أكثر من 300 شهيد، وتم فقد أضعافهم ، وأصيب أضعاف أضعافهم حتى الآن فى سبيل حرية هذا الوطن، وتحريره من مستعمريه، وإنقاذه من مغتصبيه، والرقى به للحياة أفضل لكل من فيه.
تعودنا فى السابق ان دماؤنا لا ثمن لها. فيموت آلاف المصريين فى العبّارة والقطارات وفى حوادث الطرق وفى البحار هرباً من ما نعانيه جميعاً من ظلم وقهر وتجاهل وشعارات التغيير ومن أجلك انت والشرطة والشعب فى خدمة الوطن.
لكن من الآن فصاعدا دماؤنا غالية جدا، ندفعها كأقل ثمن للتغيير ، للحرية ، للعيش بسلام ، لحياة أفضل لنا ولأولادنا ولجميع المصريين الذين أصبح لهم الأن ثوار حقيقيون تكتب أسمائهم بدمائهم تاريخاً جديداً لمصرنا الحبيبة.
ولتصبح هذه الثورة أول ثورة فى العالم تخرج بلا راية قائد لها، بل تخرج براية الحرية ترفف داخل أرواحهم وقلوبهم.

الأربعاء، فبراير 02، 2011

ماذا قدم الرئيس فى خطابه ؟

تلقينا خطاب الرئيس يوم الثلاثاء مساء المظاهرة المليونية بإحباط شديد، ولك لأنه لم يأتى بشئ فى الحقيقة.
الرئيس أعلن انه لن يترشح الى فترة رئاسية جديدة! بالنظر الى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كان عدد الموافقون على ترشيحه قرابة 2.2 مليون مواطن. أين هم الآن؟ وإن كان سيترشح مرة آخرى فعدد المتظاهرين فى الشارع أكبر من صوتوا له بالفعل، فإن زورت الإنتخابات فسيكون واضح للعالم أجمع أنها مزوره. فما فائدة الترشح إن كانت ظهرت النتيجة بالفعل فى الشارع فى مظاهرات مليونية برفضه.
رفع التعديلات الدستورية الى مجلسى الشعب والشورى ( بعد مراجعة الطعون فى العضوية ) لكن دون حل المجلسين.
عدد الطعون المقدمة 190 طعن. اسرع من يأخد أحكام فى مصر لقضيه تخصه هو المستشار مرتضى منصور. فى إنتخابات 2005 قدم المستشار مرتضى طعن على الإنتخابات فى دائرته، حكم فيها فى عام 2009. بالنسبة لعصر السرعة الذى نعيشه فالمتوقع ان ينتهى النظر فى الطعون المقدمة فى غضون 4 سنوات. والى ذلك الحين فالأغلبية الساحقة هى للحزب الوطنى الذى سوف يعدل المواد الدستورية التى تسمح ان يترشح الرئيس من خارج الحزب الوطنى. فأى تعديلات بالتحديد ينادى الرئيس بها؟
الإختيار بين الإستقرار والفوضى، هو فعلا إخيار بين الجنة والنار ، لكن جنة من؟ وأية نار؟
تلك هى الجنة التى يريدنا ان نختارها ،بلطجية وسلطة الأمن والتزوير الفاضح للإنتخابات والقمع المباشر وقانون الطوارئ وإعلام مضلل و قتل المتظاهرين فى وضح النهار وترويع الناس فى الليل.
والنار التى يريدنا ان نخشاها هى نار التغيير الى حرية التعبير ومستقبل أفضل لأولادنا ولنا ، نار التعددية الحزبية وعدم تخليد احد فى السلطة لمدى الحياة ، نار إعلام يقوى على يسلط الضوء على سلبيات النظام الحاكم وفضحها الى الناس، نار وضع مصر فى مسارها الصحيح على مستوى العالم.
فتباً لجنتكم ولتحترقوا انتم فى نيران الخوف التى اشعلتموها بأنفسكم فى الشعب الذى كنتم تعتقدون انه سيحترق لكنه نفخ فى النار لترتد إليكم وتحترق بها وجوهكم التى باتت عارية من اى قناعات ارتيدموها.
فماذا حقاً قدم الرئيس فى خطابه؟