الجمعة، يونيو 30، 2006

( العقل والقلب ( انت وانت


كم مرة سمعت انك تتكلم من العقل وليس من القلب ! انك لابد انت تستشير قلبك قبل ان تفعل كذا او كذا ! أن الزواج قرار من القلب والعقل معاً !!! ان تصف شخص ان لا قلب له او ان قلبه مات ! قد لا تنتهى الامثلة لكن هل هناك فعلاً عقل وقلب لهما رأى ويتحكمون فى تصرفاتك
كثيرا ما تحدثك نفسك عن شئ ما ، احيانا تتكلم الكلام قبل ان تقوله وتجد شئ بداخلك يخبرك ان هذا الكلام غير لائق ويجب تحذف كذا وكذا او ان تضيف عليه
كم مرة فعلت شئ لم يفهمه الناس لماذا فعلت هذا الشئ وتجد صوت بداخلك يخبرك انك على صواب وانهم على خطأ لكن ما هذا الصوت ؟ ولمن
كم مرة بكيت دون دموع، دون صوت ، بكيت وانت تضحك امام من حولك ؟ قد يراودك شعور انك غريب عن نفسك ، وانك لا تعرفها وتكلمها كأنك شخص بداخلك شخص آخر
كم تشتاق الى شخصيتك فى الماضى وكم كنت نقي وطاهر وبرئ . كنت تخاف من فقدان لعبة. كنت تضحك من قلبك ، كانت دموعك تتساقط امام كل الناس ، كان الحلم لا يعرف الكابوس وكان النور لا ظلام بعده ، كان العيد يأتى ببهجه لا توصف ، كانت ثقتك لكل الناس بلا حدود ، كانت الصداقة رابط اقوى من أشد الحبال ، كان الحب شمس لا تعرف المغيب ، كانت الحياة حياة وكنت أنت أنت وفجأة
لا تعرف هل ذهبت انت الى هذه الحياة ام هى اتت إليك ام فرضت عليك تعاليمها
اصبح الخوف سائد حتى من شروق شمس يوم جديد لا تعلم ماذا سيحدث فيه ، اصبحت الضحكات تأتى مجاملة وصفراء من غير طعم ولا احساس من القلب ، اصبحت الدموع ضعف ومن يراك ضعيفا قد لا يرحم ، نسيت معنى الاحلام لظهور الكابوس فى الحقيقة ، انحدر النور الى صفحات كتاب لا يقوى ان يقرأه احد ، اختفت بهجة العيد واصبحت ذكريات تأتى من بعيد ، ثقتك فى الناس قد تجعلك الان تعد اصابع يدك بعد السلام عليهم ، اصبحت حياة المصالح مع الاصدقاء حولتهم الى اشلاء اناس بالنسبة لك ، اصبح الحب كلمة لا يستطيع القلب إيجاد معنى لها ، أصبحت الحياة اشبه بالممات وأنت أصبحت إنسان آخر داخله إنسان عاش لكنه لم يستطيع الصمود امام تلك الحياة فقررت ان تصنع لك حياة أخرى حياة تستطيع فيها ان تكون اقوى مما يظنه الناس ، ومع كل خطوة فى هذه الحياة بتلك الشخصية ترجع حقيقتك الى الخفاء عشر خطوات ، هناك من ماتت حقيقته ، هناك من تظل به لكنها تحيى حياة حبيسه فى قفص من زجاج يرى منه ما تستطيع فعله لكنه لا يقدر ان يعدل فيه .
هكذا كان القلب هو ما يحيى بداخلنا من انسان نسيت او تناسيت تواجده بداخلك ، واصبح العقل هوا ما بنيته بنفسك لنفسك بكل ما يحمل من عادات وتعاليم وتصرفات قد لا ترضى عنها لكنك لا تستطيع إيقافها ، تدمع انت بداخلك وانت ترى نفسك تفعل ما لا ترضى ولكنك غير قادر على تغيره ، قد تسمح ان تسمع كلامك وقد تقتل بيدك أغلى ما تملك ، أنت

ليست هناك تعليقات: