الجمعة، مايو 19، 2006

عاش منصور ومات منصور

كان المفروض اكمل موضوع هو وهى لكن لقيت قبل ما اقول هما ازاى عدلوا شكلهم تانى فى المرايا حبيت اجيب لكم مثل على حد فعلاً قدر يكون انسان قدام نفسه فى المريا مش مجرد سراب او مسخ دميم .
دورت كتير على ناس كتير وفكرت فى اكثر من واحد بس لقيت ان افضل شخصية أقدر إنى أقدم تجربتها هيا شخصية قريبة منى جدا وأثرت فيا كتير وأثرت فى طريقة تفكيرى وفى حياتى كلها ، وللأسف لقيت ان فى ناس كتير بتفتقد دور الشخصية دى فى حياتها لكن من خلال التجربة اللى هقولكم عليها هتقدرو تعرفوا ان دور الشخصيات دى فى حياتنا ممكن يكون عامل مؤثر بس عدم مشاركته ما يمنعش انه يبقى عامل حافز مش اكتر وما ينفعش انه يبقى شماعة بتتعلق عليها أخطائنا . قررت اعرض تجربة اعتبرها تجربة فريده من نوعها لكنها موجوده بس مش واخده حقها
التجربة اللى هاعرضها عليكم صدقونى بعرضها من غير تحيز ولا تضخيم للأحداث اللى فيها هيا الحقيقة كاملة .
منصور عاش منصور ومات منصور
ولد منصور فى قرية صغيرة فى صعيد مصر وكان ولد وحيد لأب وأم لا يعرفون القرآة والكتابة ولديهم قطعة ارض صغيرة يزرع فيها الاب وتشاركه الأم فى بعض الأعمال البسيطة كعادة الزوجة فى المجتمعات الريفية . قرر الزوج ترك قطعة الأرض والريف بأكملة والذهاب الى المدينة ( القاهرة ) حيث المدينة وأضوائها وإماكنية الوصول الى حياة افضل بشكل اسرع ، وهذا كل ما سيطر على تفكير والد منصور فى هذه الفترة
قررت والد منصور الرحيل ومنصور ما زال فى المرحلة الاعدادية وانصاع منصور لأوامر والده وقرر ترك ما له وما عليه فى الارض الطيبة والناس الطيبين والذهاب حيث مدينة الأنوار والنور
نزل والد منصور الى القاهرة عند احد اقاربة وبدأ فى البحث عن عمل . وبما انه لا يستطيع القرأة والكتابة إتجه الى الاعمال القائمة باليد كمساعد عامل بناء يرفع مكونات البناء من مكان الى آخر . ولما كان مكان العمل بعيد عن مكان إقامة والد منصور قرر والد منصور اللجوء الى سكن آخر يكون قليل التكلفة يمكن الاسرة من العيش
فلجأ الى غرفة من الحديد فى مكان قريب من مكان العمل . ولما كانت الغرفة من الصفيح عندما يهطل المطر لا يستطيع احد ان ينام من صوت نقرات المياة على الصفيح ورفع ما ينزل من المياة عبر ثقوب الغرفة العلوية . وظل منصور يفكر فى حالة وحال أسرته وكيف كان يعيش وسط بيت به غرفة خاصة وأرض يملكها والده يلعب فيها مع اصدقائة بعد انتهاء اعمالة مع والده كيف انهار كل هذا تحت مزاعم حلم حياة أفضل . وصل منصور الى السنة النهائية فى المرحلة الاعدادية وبدأت الأسرة تتحمل فوق ما تحتمل من اجل توفير فرصه تعليم لهذا الأبن الذى لا ذنب له فى ما قرره الأب من اجل الاسرة
فكر منصور فى اللحاق بالثانوية العامة لكن من أين لإسرته القليلة الموارد فى اللحاق بتكلفة الدراسة فيها وفكر كيف يغير من حاله وحال اسرته ؟ كيف يعمل شئ لنفسه بنفسه لإن لا أحد غير الله يقف بجواره ؟ كيف يصبح إنسان ؟!!!! فكر كثيراً ومع صعوبة ظروف الحياه بدأ يفكر أكثر وأكثر وأخذ الإرتقاء بحياته وحياة والدية هدف له ليعمل من أجله
حدد هدفه فى الحياة وهو ان يصبح مهندس لكن من أين له بهذا فهو صعب المنال ويحتاج الى الكثير من الجهد والمال لتحقيقه ؟ قرر ان يلتحق بالمدارس الفنية الصناعية ويجتهد فى ان يصل من خلالها الى كلية الهندسة مباشرة . لكن كيف ؟
قرر ان يضاعف اوقات مذاكرته ولكنهم لا يمتلكون الكهرباء ويعيشون على ( لمبة جاز ) فقرر ان يذهب ويذاكر دروسه تحت أنوار أعمدة الشوارع ليوفر على اسرته تكلفة الجاز فوق ما يتحملوه وبدأ فى توفير نقود المواصلات ليفى بإحتياجات المدرسة الفنية من متطلبات وبدأ فى المشى من المنزل حتى المدرسة ( حوالى 6 كيلو متر ذهاب وعودة ) يوميا حوالى ساعتين ذهابا وإياباً حتى يستطيع تكملة دراسته . نجح منصور فى اخد الشهادة الثانوية الصناعية بتفوق وإلتحق بكليه الهندسة وانتقل والد منصور للعمل فى إحدى المصانع ليعمل بها فاعل ( يرفع الأشياء فى المصنع ) . علم منصور انه لا سبيل للمضى فى الكلية بدون عمل لإن مصاريف الكليه باهظة بالنسبة لحالته المادية فقرر فور الالتحاق بالكلية ان يعمل وبدأ العمل مع والده فى المصنع كفاعل ايضا لكنه اكتشف ان لامجال له فى هذا العمل المضنى فى الجهد لكنه استمر حتى يجد عمل آخر ومع نهاية العالم الدراسى الأول وجد عمل مع احد المقاولين ككتاب له يدون دفتر اليومية له ومع مرور أعوام الدراسة قرر المقاول الاستفادة منه مهندس كهرباء وجعله مساعد مهندس فى ملاحظة العمال ومضت السنون بطيئة مجهدة صعبة يتلاحم فيها الليل مع النهار تلتصق قطرات العرق من العمل بحبر القلم وهو يذاكر . تقاسم رغيف العيش مع اسرته التى لم تدخر جهد فى سبيل رؤية ابنها يواصل الطريق الى حلمه ليكون انسان
وحان الوقت لتبدأ رحلة جنى الثمار ، ثمار العرق والكفاح المضنى من اجل هدف محدد وطموح جارف وتخرج منصور من كلية الهندسة بتقدير جيد جدا ، وجاء تكليف العمل الخاص به ليعمل مدرس فى احدى المدارس الفنية لتخصصه فى اسوان ، فرحة غامرة ودموع تعنى الكثير واحضان تحمل فى طياتها كلام لا ينطق لكنه يصل الى القلب مباشرة . قبل منصور يد والده ودمعت عيناه وهو يريه ورقة التعيين أخدها والده وبدأ فى تأملها فهو لا يعرف القرأة لكنه يعرف ان بين طياتها تحقق حلم إبنه فى ان يصبح ما أرد ان يصبحه فأختلطت كل المشاعر المتضاده لتحمل كلمة مبروك
بدأ منصور فى العمل والتحق بعد مرور سنوات التكليف بإحدى المصانع الكبرى بمرتب شهرى عالى وبدأ منصور فى تعديل إسرته فأراح والده عن العمل نهائياً وتكلف بأسرته نهائياً وبدأ فى السفر الى الخارج فى دورات تدريبية تابعه للمصنع وعندما كان يرجع يأخد والديه الى أداء فريضة الحج والعمرة وتزوج منصور وتوفى والده بعد رؤيته لحفيده الأول وأنجب منصور ثلاثة ابناء بعد الأول وعاش من العمر إثنان وخمسين عاماً ثم توفاه الله
ترك منصور ورائه ثروة لا تعد ولا تحصى فهى ليست ثروة مال ولا املاك ولا أطيان بل ثروة عقول وفكر . ترك لأولاده منهج وطريقة كيف يعيشون منصورين ، كيف يتحدوا أنفسهم ، كيف يجدوا طريق وهدف ، كيف ينحتون الصخر ليخرجوا لوحات الحياة ، علمهم كيف يكونون أفضل منه فى كل شئ .. كيف يؤمنون بالله وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا
علمنى والدى منصوركيف أعيش منصور لأكون عايش منصور

هناك تعليقان (2):

Mist يقول...

تحية لوالدك المنصور
فالنصر لايتخير أحدًا،بل يذهب طائعًا لمن يصرّ عليه

غير معرف يقول...

اشكرك بقوووووووة
البوست ده وفر عليا كتيييييييييير اوى