الجمعة، سبتمبر 29، 2006

الحرب والسلام

قررت الحرب وقرر السلام ان يعقدا هدنة، وقرر كل منهم ان يدعو الى هذا الاجتماع الأطراف التى تقف الى جانبه.

دعت الحرب كل من الأطماع و النفوذ و الكراهية الى جوارها. كما دعا السلام كل من الإنسانية والرخا والحياة الى جانبة.

وظلت القوة و السياسة فى مركز متوسط بينهم جميعاً.

بدأت النفوذ بالكلام وقالت : سيدتنا الحرب قررت أن تعقد هدنة مع السلام، لكننا نرى
فى هذه الهدنة تقليل من شأننا لكن فى النهاية هى السيدة التى يجب ان يطاع أمرها.

القوة : يجب ان تحافظ كل الأطراف على هدوئها بأنفسها وإلا سأتدخل.

السلام: لا داعى لك الآن فنحن فى جلسه للهدنه .

الحرب : حسناً يا أيها السلام ماذا تريد من هذه الهدنه.

السلام : أريد ان نتوقف قليلا لتضميد جرحانا وتعمير ما دمرتيه.

الأطماع : وما حاجاتنا الى هذه الهدنة.

الإنسانية : حاجتكم انى إصيبت بالهون ويجب أن لا أموت وإلا ستفقدون كل ما أنتم عليه.

الكراهية : وما حاجتنا إليكى، فأنتى لست مطمع لأحد. من يهتم بكى أنتى.

الحياة : كلنا فى حاجه إليها، فالإنسانية هى مصدر وجودى.

الحرب : هذا الجدل لن يفى بغرض وجودنا الآن، ماذا ترى السياسة ؟

السياسة : كلكم لبعض، مصيركم من مصير بعض. لا داعى للخلافات.

السلام : ماذا تريدى يا حرب لكى تتوقفى عن أعمالك.

الحرب : أن ينضم القوة الى صفوفى.

السلام : ولكن القوة دائما بيننا ولا يمكن أن تأخذيه ليكون لك وحدك.

الحرب : إذن فلأستمر انا فى عملى وتستمروا أنتم فى عملكم.

السلام : انتى تطالبين بالمستحيل .

الحرب : حسناً، ما رأيك فى أن نأخذ نحن القوة وتأخذ أنت السياسة ؟

السلام : يجب أن نبقى القوة والسياسة بيننا، يجب أن تعلمى بأن فعلك هذا ستمدرين
نفسك ؟

الحرب : وما أدراك أن الدمار ليس من أعوانى؟ بل هو أخلص أتباعى ولا يمكن أن ينشق عنى

السياسة : دعونا نخير القوة بينكم وهو يذهب الى من يريد ؟

الحرب : فليكن هكذا، لكن هذا يستم بالقرعة لكى ننهى هذا الجدال ؟

السلام : حسنأ.

أناب الحرب والسلام السياسة ان تكون صاحبة القرعه، فكتبت ورقتين وأعطتها القوة. قبل ان يختار القوة ورقة بينهم ليتحدد مصيره الى أين سيذهب قالت الحرب، فالتعلم أنك معى ستكون أقوى ، وقال السلام إن كنت معى ستكون أكثر إفادة عندما تصبح أكثر حكمة فى تصرفاتك.

نظر القوة إليهم لا يعلم الى أين سيذهب، اختار ورقة ونظر فيها وقال، إذن لأكون أكثر قوة.

وأظهر الورقة الى الجميع فكانت الحرب.

شهق الرخاء فى آسى ودمعت الإنسانية.

قالت الحياة الى السياسة : إذن فأنتى معنا ضدهم
قالت السياسة : هكذا يبدوا

هام الجميع بالمغادرة وسط فرحه عارمه للحرب وأعوانها وخيبة أمل للسلام وأتباعه.

وسط خروج الجميع مالت السياسة نحو الحرب وقالت لها، فلتكن هى الحرب.

نظرت الحرب بإستغراب مع تباعد السياسة مع السلام وأتباعه ونظرت فى يدها لتجد الورقة الآخرى التى كتبتها السياسيه التى كان يختار بينهم القوة لتجد مكتوب عليها " الحرب ".

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

هكذا ارى انا ايضا استاذى الفاضل
فالسياسة هى من تصنع الحروب
موضوع فى غاية الروعة
وغاية الابداااااااااااااااع